من أين جئت بهذه العلوم يا (عليمي) ؟
بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..
أغرب ما سمعته منذ يومين فتوى المتأسلم المتأسلف الكويتي (راشد سعد العليمي)، الفتوى التي رفض فيها مقاطعة المنتجات الاسرائيلية والداعمة لها. يقول في فتواه: (ان مقاطعة العلامات التجارية فيها معصية لولي الأمر). ويرى (العليمي) ان حالنا لن يستقيم إلا إذا تناولنا فطورنا الصباحي في مقاهي ستاربكس، وتناولنا عشاءنا المسائي في مطاعم ماكدونالد. .
تجدر الإشارة هنا ان ولي الأمر في الكويت لم يتطرق لهذا الموضوع (لا من بعيد ولا من قريب). وان العليمي هذا لم يطلق حرفاً لنصرة المسلمين في غزة، ولم يذرف دمعة واحدة على شهداء المستشفى المعمداني. لكنه انتفض وهرع لنصرة الشركات الداعمة لاسرائيل في حربها على أبناء امه وأبناء أمته. .
والاغرب من ذلك كله ان مقاهي ستاربكس ومطاعم ماكدونالد طبعت بوسترات تظهر فيها صورة (العليمي) وتحتها فتواه المؤازرة لهم. وأحياناً يضعون نسخة مصغرة منها مع طلبات الدليفري. وربما حصل (العليمي) وعياله على تسهيلات تسمح لهم بتناول ما يشاؤون من الوجبات السريعة بالمجان من دون ان يدفعوا فلساً واحداً. .
والآن وبعدما استوقفتني هذه الفتوى الستاربوكسية العجيبة، وبينما كنت منهمكاً في البحث عن سيرته الذاتية، وفتاواه السابقة، اكتشفت انه كان وراء فتاوى التحول الجنسي من ذكر إلى أنثى، ومن انثى إلى ذكر، نزولا عند رغبات الغرب وتوجهاتهم الاباحية. وله تسجيلات موثقة بهذا الشأن منشورة على اليوتيوب، على الرغم من محاولات تبريرها، عندما اقترح عرض الراغبين بالتحول على اللجان الطبية، واخضاعهم للفحص السريري. لكن هذه الشطحات الفقهية تعكس لنا حقيقة هذا المتصهين. الذي ينبغي نبذه ومقاطعته باعتباره من المخلوقات المعادية للاعراف والقيم البشرية. .
كلمة أخيرة نقولها للعليمي الذي لا يعلم ولا يفهم: هنالك خلل كبير في تربيتك وتعليمك، وينبغي ان تدرك ان القضية الفلسطينية لم تعد قضية عربية ولا اسلامية. وإنما قضية إنسانية في المقام الأول، ويتعين على الذين لا يتفاعلون معها (من أمثالك) ان يراجعوا المصحات العقلية لتلقي العلاج، وإصلاح ضمائرهم المعطوبة. .
تبقى فلسطين محفورة في الذاكرة. من ينساها فقد أصابه خرف في الشرف والانتماء. وإن ضاقت بنا الأبواب فإن أبواب الله لا تضيق. السلام على أرض خلقت للسلام. ولم تر السلام بسبب هذا الجهل المستفحل في العقول. .