أبو الغيط: الأمين الذي لم يكن أميناً
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
بات واضحاً ان (ابو الغيط) لا يعلم إن الشهيد الحق هو من مات دفاعاً عن أرضه، وعرضه، ووطنه، وماله. ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان يتهموا هذا الشهيد بالارهاب. .
قبل بضعة أشهر فقط، وعلى وجه التحديد في اجتماع القمة العربية الثانية والثلاثين، التي انعقدت في جدة بالمملكة العربية السعودية في التاسع عشر من شهر مايو 2023. القى الأمين العام للجامعة العربية كلمة رحب فيها بصمود الشعب الفلسطيني في غزة. لكنه تراجع عن رأيه، وأنقلب على نفسه في قمة القاهرة، التي باءت بالفشل قبل بضعة أيام، بكلمته التي وصف فيها حركة المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وهو يعلم علم اليقين من هو الكيان الارهابي الذي اغتصب الأرض وانتهك العرض، وارتكب المجازر الدامية ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا. ويعلم أيضاً بما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق (نفتالي بينيت). عندما قال: (لقد قتلت بيدي الكثير من العرب، وليست عندي أدنى مشكلة في قتل المزيد منهم). ويعلم أيضاً من هي البلدان الداعمة لهذا الكيان الارهابي المجرم، وكيف أرسلت سفنها واساطيلها لتوسيع دائرة الضغط والقتل والإبادة ضد شعب أعزل لا حول له ولا قوة. .
انت يا حضرة الامين العام لست أميناً، أو إنك لم تعد أميناً، بل لا تصلح للعمل بوظيفة بواب في مدخل الجامعة، التي تتقاضى منها أكثر من 600 الف دولار سنوياً. .
فالقوة الأمريكية الغاشمة التي تجاملها أنت الآن هي التي عاثت في الأرض فساداً، وارتكبت أبشع المجازر الحربية في شرق الأرض وغربها. وصادرت حقوق الشعوب والأمم في كل القارات. ولديها أكثر من 80 قاعدة حربية منتشرة في ارجاء الكون. وتقف معها جميع عواصم القارة العجوز في دعمها المطلق للكيان الصهيونى. ثم تأتي أنت لتضيف الرياح القوية للمهزلة، وتواصل دعمك لهم في حصارهم على غزة، وفي قصفهم للمستشفيات والمخابز والاسواق، وتهديمهم المنازل فوق رؤوس ساكنيها. .
لقد فقدنا ثقتنا بهذه الجامعة الغبية التي تديرها أنت. ويتعين على البلدان العربية المطالبة اولاً بإعفاءك من المهمة التي لم تكن جديراً بها، ولا تستحقها، ونناشد زعماء الامة في المقام الثاني بضرورة إبطال عمل الجامعة، وتفكيكها وقطع الامدادات المالية عنها. أو يصار إلى نقل مقر عملها من مصر إلى الجزائر أو المملكة العربية السعودية أو سلطنة عمان. .
كلمة أخيرة: لاشك ان (ابو الغيط) يعلم ان الولايات المتحدة هي التي تصنع الارهاب، وهي التي تحميه وتنشره في دول العالم لتحكم أجنداتها. وتستغله كسلاح بديل لها للسيطرة والضغط على بقية أقطار العالم، لكنه اختار المجاملة والكلام الناعم في صياغة خطاباته حتى لا يتسبب بإزعاجهم . . .