مضخات اعلامية لنصرة الظالم والغاصب
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
لو اطلعت على صحافة الغرب وإعلامهم المكتوب والمرئي لوجدت العجب العجاب في التزييف والتحريف والتلفيق والتضليل، وفي إنتاج الاكاذيب وتسويقها على نطاق واسع، ناهيك عن إزدواجية المعايير في تناول عمليات الإبادة الجماعية ضد سكان غزة، وقد اعلنت منصاتهم الإعلامية منذ البداية وقوفها في صف الظالم الغاصب والمحتل المتوحش، حتى وصل بهم النفاق إلى نشر صور مزيّفة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتزوير مقطع مصوّر لمجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبها الكيان المحتل، في محاولة للتنصل منها وإلصاقها بالمقاومة الفلسطينية، فتجمعوا لمناصرة الباطل من كل نطف الخطايا، ومن شتى أحياء البغاء في مدن التهتك الأخلاقي. واشتركوا جميعهم في قلب الحقائق وتحريف الوقائع، ثم اعلنوا هجومهم المسعور ضد ايلون ماسك، الذي اختار الوقوف على الحياد النسبي في منصته الجديدة (X)، فنشروا ملصقات كتبوا عليها رسالة مختصرة تحمل العبارة التالية: (هلو ايلون ماسك: من تظنه يمتلك الإعلام ؟)، وكان هذا نصها: (Who do you think owns the press ?. Hello Elon Musk). واستعرضت الملصقات أسماء كبار الشياطين الذين يديرون الصحف، و وكالات الانباء، و فضائياتهم الواسعة الانتشار. فتصدر اسم الشيطان (Sumner Rothstein) مالك قناة CBS، واسم (Bib Iger) مالك قناة (abc)، واسم (David Levy) مالك قناة CNN، واسم (Sulzbergers) مالك جريدة نيويورك تايمز، واسم (Meyer) رئيسة تحرير الواشنطن بوست، واسم (Anthony Salz) المتحكم بجريدة الغارديان، واسم (Marcus Agus) المتحكم بقناة BBC، واسم (Ezra Klein) صاحب قناة Vox، وربما يطول بنا المقام لذكر اسماء المتحكمين بالابواق العالمية. التي تجاهلت استشهاد اكثر من 7000 حتى الآن من جراء القصف الهمجي المتواصل ضد المدنيين، تجاهلتهم تماماً، وتجاهلت صور الدمار وقنابل الفسفور والمنازل المهدمة فوق رؤوس ساكنيها. وزعمت قنواتهم ان الهجمات تستهدف حماس، أو انهم كانوا دروعا بشرية رغما عنهم. بما يوحي ان اسرائيل لم تقتل مدنيا واحداً. ويلاحظ أن مثل هذه الصياغة تعفي جيش الاحتلال، من المسؤولية المباشرة عن قصف المدنيين، وتوحي بأن قتل الفلسطينيين هو نتيجة غير مباشرة للضربات الإسرائيلية. .
لكن اللافت للنظر ان بعض قنواتنا أعلنت الانضمام طواعية إلى قوى الطغيان والاستبداد، نذكر منها قناة (العربية) التي تخلت عن عروبتها، وانخرطت مع المضخات المعادية للعرب. حتى صارت قنوات تل ابيب تنقل لقاءات (العربية) في حين تكفل (افخاي أدرعي) بترجمتها إلى العبرية. .
كلمة أخيرة: في الوقت الذي استنفذت فيه تلك المضخات جهودها في التضليل خرجت الاسيرة (يوخفد ليفشيتز) بعد الافراج عنها لتدلي بتصريحات أثارت جدلاً وغضباً واسعاً لأنها وصفت عناصر حماس باللطف والإنسانية، فكانت تصريحاتها ضربة لماكينات الدعاية والتلفيق، و وصفتها الصحافة العالمية بانها انتصار لحماس. .