جيوش واساطيل لسحق قرية
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
كانت دهشتي عظيمة عندما سمعت وزير الخارجية الأمريكية السابق (Mike Pompeo) يتحدث هذا الصباح، فيقول: (سوف تستمر الهجمات البرية ضد غزة لبضعة أشهر). .
كانت ليلة أمس ليلة حمراء مرعبة. استجمعت فيها الولايات الارهابية المتحدة قوتها التدميرية كلها لاختراق حصون القلعة الغزاوية، لكن جيوشهم خرجت مهزومة مدحورة، تجر أذيال الخيبة والفشل. ومنيت بهزيمة نفسية منكرة تعادل اضعاف اضعاف هزيمتها في افغانستان. .
بدأ الهجوم بحمم صاروخية مكثفة، وقنابل فسفورية وارتجاجية مرعبة، وقاذفات فتاكة خارقة، وغارات ساحلية من جهة البحر. بينما كانت دبابات الميركافا تتدحرج خلسة نحو مواقع فرسان جوف الأرض مدعومة بجدران نارية تشرف عليها عصابات المارينز. وما أن بزغت أنوار الصباح حتى تبينت آثار الهزيمة على آليات الفريق المنكسر. حيث كانت دروعهم ورماحهم وعجلاتهم مبعثرة في كل مكان من مسرح القتال. .
قال محللون: لقد بعثرتها صواريخ انطلقت من نيران صديقة. وقال شهود عيان انهم لمحوا ثلاثة كائنات شبحية تحوم حول الدبابات المنصهرة. . كانت الجثث مقطعة ومتناثرة. ثم اعترف المهاجمون بعد سويعات بانسحابهم الفوري نحو قواعدهم المذعورة. .
سمع الغزاويون في تلك الليلة صوت من بعيد يردد قوله تعالى: (سيُهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر). .
سقط كيان الجنرالات في مواجهة قرية صغيرة محاصرة انهكتها الراجمات، وسقطت اسطورة الجيش الامريكي الذي لا يُقهر. وتبددت مراهنات الزريبة الماكرونية. .
أغلب الظن انكم سمعتم كلمة المراهق ماكرون التي يتألم فيها على اندحار الجيوش أمام رجال المقاومة، قال في كلمته: (تلقيت رسالة من صديقي نتنياهو حول فشل محاولتهم اقتحام غزة بهجوم بري. من يصدق ان هؤلاء البدائيون الذين ليس لهم ربع ما لدينا من تكنولوجيا يدمرون 30 مدرعة، ويسقطون حوالي 500 من جنودنا. انها كارثة). .
شيء آخر: تزامناً مع العدوان البري ضد قطاع غزة، نشط جيش الاحتلال باستخدام مواقع وحسابات وهمية ومزيفة، بعضها باسم نشطاء ومؤثرين فلسطينيين، هدفها نشر الفتنة الداخلية، وبث الإشاعات والعمل على إحباط الحاضنة الشعبية للمقاومة، في وقت قام فيه العدو بعزل غزة عن الاتصال بالعالم. وذلك عبر قطع الاتصال معها، ولا سيما شبكة الانترنت، يهدف إلى التعمية على تصعيد خطير لمزيد من جرائم الإبادة التي يعد لها، وخصوصاً بعد تلويحه باستهداف المستشفيات. .
ختاماً: كم ينبغي ان يبلغ عدد القتلى من النساء والاطفال حتى تقتنع الولايات الارهابية المتحدة بوقف هذه الكارثة الإنسانية ؟؟. .