هل كان إيلون ماسك قحطانياً ؟
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لم يكن (ماسك) عدنانياً ولا قحطانياً. فالرجل يحمل الجنسيتين (الكندية والأميركية). لكنه من المشاهير القلائل المؤمنين بالعدل والمساواة ونبذ الظلم والعنف وإعلاء كلمة الحق، ويرفض الرضوخ لمنطق القوى الدولية الغاشمة في الكيل بمكيالين. هذا ما لمسناه منه حتى الآن، والدليل على ذلك موقفه الرافض لطلبات الاتحاد الأوروبي بحذف المحتوى الفلسطيني من صفحات منصة ( X ). وتوفيره خدمة الاتصال لمنظمات الإغاثة المعترف بها دولياً في قطاع غزة بعد ان عطلتها إسرائيل. وسبق أن أتاح للأوكرانيين الاستفادة من خدمات الإنترنت الفضائي التي تقدمها شركته، وذلك في خضم الحرب الروسية الاوكرانية، فأعاد اليهم الانترنت بعد ان عطلته روسيا. .
سجل هذا الرحل موقفه الإنساني على رؤوس الاشهاد، ولم يخش التهديدات المعلنة والمبطنة. لكننا لم نلمس هذا الموقف من دولة الوصاية الهاشمية، ولا من حكومة العسكر التي يترأسها السيسي، ولا من جامعة ابو الغيط. ولا من فقهاء الدواعش. فنحن في زمن يندم فيه العربي على ما يراه من مواقف زعماء مصر والاردن الذين لم يفكروا في تقديم المساعدات الطبية والعلاجية والغذائية للجرحى والمرضى في غزة، ولم يفكروا بمناشدة العالم بوجوب اللجوء إلى الحوار والتهدئة والحلول السلمية. فقد اوصدت الحكومة المصرية بوابات منفذ رفح، وأذعنت لتهديدات اسرائيل ثم دفن السيسي رأسه في رمال سيناء نزولا عند رغبات القوى الغربية المستهترة. .
يتفاخر الغربيون من وقت لآخر بانجازاتهم العلمية. فيقولون: سقطت تفاحة فعرفنا ناموس الجاذبية. لكنهم عجزوا عن معرفة بديهيات ناموس الإنسانية عندما تساقطت آلاف الجثث من جراء غاراتهم الجوية على العراق وعلى غزة. .
أي حضارة هذه التي تستطيع إرسال سفن الفضاء إلى المريخ لكنها ترفض ارسال سفينة واحدة لإنقاذ سكان غزة من الجوع والعطش والخوف والحرمان. بل على العكس تماماً حيث أرسلت حاملاتها وبوارجها وفرقاطاتها. .
اتمنى ان اسمع كلمة واحدة ينطقها (ابو الغيط) حتى لو كانت مختزلة، وحتى لو كانت مقتصرة على العناوين العامة لخطاب اردوغان في اسطنبول. . اتمنى ان يخرج من كهوف السبات الاختياري. ويستيقظ من غفلة الاغماء القومي ليطالب جمهورية العسكر بارسال شحنات حليب الاطفال إلى جارته المحاصرة شريطة ان لا تكون شحنات الحليب منتهية الصلاحية. .
ختاماً: متى تكون لهم بعض المواقف العروبية على غرار مواقف إيلون ماسك الذي لم يكن عدنانياً ولا قحطانياً. .