حبزبوز نيوز ..
نظّم ملتقى ميسان الثقافي أمسية حفل توقيع المجموعة الشعرية “الوردة بكامل هجرانها” للشاعر حيدر الحجاج ، في قاعة مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية وسط حضور أدبي وثقافي وفني وأكاديمي وإعلامي وتخبوي ، وقد أدار الجلسة الشاعر عصام كاظم جري وتضمنت الأمسية قراءتين نقديتين الأولى للكاتبة التونسية حبيبة المحرزي وقرأ الدراسة بالإنابة عنها الشاعر والكاتب رعد شاكر السامرائي وجاء منها (
نصوص شعرية أم أشعار قصصيّة تحكي وجعا ثابتا مرعبا؟
_العتبات .
أولها الغلاف الملوًن بلون ورديّ جذًاب . بل إن الورود تتوزع على المساحة الحاضنة لصورة الشاعر الذي وان حدًق في المتلقي بنظرة ثاقبة متأمّلة فلكي يدعوه إلى التمعًن في الظًلً المتماهي مع الورود .غلاف والوان وردية تنبئ بنصوص رومنسيّة غزلية وجدانية فيها تكفّل الشاعر بتوفير الورود تمهيدا للحبً والعشق والاتًصال والتًواصل. في الخلف صورة الشًاعر الرسميًة التعريفيًة ونظرة إلى اليسار البعيد قد يكون الاتًجاه مقصودا ايكون يساريًا اشتراكيًا ماركسيًا أو هي الصًدفة ليس الاً، لتخف وطأة الورود لتفسح المجال لنصً شعري مربك يفترض المستقبل القريب في تأكيد الانقضاء الموجه إلى “الانت” وحالة الترقب والانتظار لتكون الوردة الحاضرة ساعة الغياب وهي الشاهد الوحيد على “القبر والظلام” .ايً مفارقة بين الورد والقبر بين الحياة والموت بين الحضور والغياب.
.غلاف قد يخفي النًيًة المبيًتة على المتلقّي الخالي الذًهن من مشروع حيدر الحجّاج الإبداعيً “النًضاليً” رغم أنً بعض القصائد جاءت بعنونة لم تخل من الورود وبعضها بحمار أصبح رئيسا .فإنني اذهب قطعا إلى التأويل والتًضادً أو هو المنشود الملحً على حاضر قاتم يبغي له الشًاعر أن يتلوًن بلون الورود هو التًفاؤل أو الأصحً التًشاؤل .
العنوان:
المصافحة البصريًة الذهنيًة الاولى بالخطً العريض مبتدأ “الوردة” باللّون الاسود الدّاجي تخال الأمنية ستتحقق وان الوردة واقع ملموس محسوس بارز رغم السّواد. اي هي المقصودة بكلً دلالاتها الجماليًة والسّيميائيًة التًواصليًة الاحتفاليًة، هي طمأنة موقوتة تحيل إلى عالم عشقيً ورديّ لكن وبخطً جيًد رقيق أسود أيضا يردف الخبر “بكامل هجرانها ” مركًب بالجرً يفيد الحاليًة. ليعصف الشًاعر بالالوان الزًاهية والورود المتناثرة ونظراته الثًاقبة بصورة شعريًة أسند ” الهجران بكامله” إلى الوردة ليتوقًف المتلقًي ويعيد ترتيب القضيًة من الورود والرومانسيًة والرّومنطيقية إلى “الهجران بكامله” دون تنسيب أو تجزئة وكل ما يعنيه من البعاد والأذى والوحش والغياب .لتصبح النًصوص المتوارية داخل المؤلًف الغازا لا يدري القارئ اين سيصنًفها ولا كيف سيرتًبها، في خانة الورود والعشق والجمال ام في خانة الهجران والنًكران المطلق.
عتبة الإهداء: عندما يستهلً الشًاعر الإهداء بالوصف والتًحقيق والتًدقيق بضمير الغائب المفرد المفترض أنّه معروف مألوف بجمل اسميًة مثبتة ثبوت الصّفات والخصائص والمحامد والفضائل الدًالً عليها “روحه عالية وأنفه يطال السًماء” هي الكرامة والعزًة والشّهامة والعلوً وخصال الفتى العربيً ليتدرّج إلى التخصيص والتّعيين “إلى أبي الباسل كالوردة ” صورة شعرية بتشبيه مرسل ” عميق عمق الشذى والمشبًه “أبي الباسل” وهو الشّجاع المستميت في الدًفاع عن القناعات والمواقف والعرض والأرض لكنّ الوردة كجزء من معجم الجمال والطًيب واللًين والحبً والسًلام بدلالة تحيل على الجمال والودً والحبً . ليكون الاستئناف “والى امي …”لينتهي الإهداء بالرًكوع والدًعاء بالرًحمة الأبديًة. سلوك محكوم باللحظة الفارقة بين الحضور والغياب بين الحياة والموت، بين من غيّبهما الرّدى ومن يدعو لهما راكعا مستسلما .
إهداء موجع إلى حدً الأذى ففي البسالة كناية عن الصًمود والصًمود كناية عن التًصادم والتًناحر والتًعارك بارقة تحوصل معاناة وآلاما قد يرشح بعضها في الأسطر المبطًنة داخل المؤلّف.هي ذكريات ومواقف قد تفصح عنها الكلمات التي مازالت ترفً بين الصفحات .
قولة جلال الدًين الرومي عتبة برمزية أدبيّة دينيًة عميقة ثابتة وهو متصوّف عاش في القرن السابع هجريًا. عالم مسلم كتب الفقه والشًعر ومازالت أقواله وحكمه تتردًد هنا وهناك كنبراس يهتدي بها الإنسان الباحث عن الصًراط المستقيم. ولعلً أشعاره الصّوفيًة وتقلًبه بين البلدان مدرًسا ثمً متصوًفا ورعا هي الًتي استقطبت انتباه الشاعر ليكون الانطلاق من قولة تحتفي بالورود وتتعجًب من حلول الخراب وانتفاء الشذى .
هذه المقولة هي التي شرًعت للكاتب العنوان .وجعلت الورود مطمحا وأملا بدلالتها السلميًة الجماليّة. “مضى…”جملة خبريًة تقريريّة تصف الماضي “الخرب” ليكون الاستنكار والاستفهام المغلق والدًالّ على الانتفاء المبرًر المرتبطة نتيجته بسببه .”فأين تبحث عن رائحة الورد”؟ هو النقص الذي يؤذي الروح والكيان هو البحث عن المكان الذي انتفت منه العمارة والجمال والطيب والشذى.هي الثًنائيًة المشينة الًتي تستبدل الورود بالخراب.
لتكون العتبة قبل الأخيرة سيرة الشًاعر والتي تشد الإنتباه لأمرين الاول صورته بالاسود والابيض واظنها الاجمل والاجدى لأنها بثنائية واحدة الاسود والابيض وما بينهما .وضوح وتضادً اللًيل والنًهار ،الحياة والموت . تقابل مختصر لا تشوبه الوان ولا تأويلات.نسبيّة تعديليّة.
لو تتبّعنا إصدارات الشّاعر السّابقة لوجدنا تدرًجا من النًفي المطلق “لا شيء لظهيرتي” إلى “أمارة العمى ” وهو الظلام والانتفاء الكلي ليكون العنوان الثالث “عن الوردة وهي تطيح بحياتي” هي الوردة الفاعلة التي تتصدًر العنوان وهي موضوع القول وهي التي تفعل وتقرّر إذن فالوردة بعد أن أطاحت بحياته نجدها دخلت طورا آخر مع الديوان الاخير “الوردة بكلً هجرانها” إذن فالتًيمة مستعصية تستدعي التًأمًل الفلسفيً لنتتبًع الوردة وما فعلته بشاعر يقدًس الورد في زمن نتكهًن بل نتيقًن أنًه “خرب”
العتبة الأخيرة:
المحتويات وتضمً عناوين النًصوص الشًعريًة .
عتبات وان خطًها الاسى ووثّقها الوجع فإنً للورود مكانا ولو في المتخيًل المفترض .هي البديل لماض مشوّه وحاضر مرتبك .هي الأنشودة المشتعلة .عتبات بفلسفة الرفض والثورة على الواقع المفروض. هي فلسفة الوجود الذي يطمح للكمال والحبً والنّقاء. لكن ورغم الهانات والهزّات والنًكبات يظلً للورود شأن يرمًم ويعدًل ويشذًب كي يكون الغد أجمل وأطيب .
النّصوص الشًعريًة )
أما الورقة النقدية الثانية كانت للشاعر والناقد أحمد باسم قاسم حيث تناول فيها مفهوم العنونة كعتبة أولى للمجموعة وأهميته كنافذة ضوء تكشف للقارئ معدلات عالية من التجربة.
وبعدها قرأ الشاعر حيدر الحجاج مجموعة من قصائده الجميلة وقدّم الكاتب جلال الربيعي درع الملتقى للشاعر والإعلامي المحتفى به