بين الصدمة والنقمة ( تيه قبل الزوال )
بقلم _ الخبير عباس الزيدي ..
منذ السابع من اكتوبر وانطلاق طوفان الاقصى وحتى هذه اللحظة لم يخرج الكيان الصهيوني من الصدمة بل ازاء الصمود الأسطوري لابناء غزة من اطفال ونساء وكبار السن وعمليات بطولية
للمقاومة الفلسطينية والخسائر الفادحة التي يتعرض لها جيش الاحتلال المنهار يعيش الكيان الصهيوني صدمة اثر اخرى ومنذ لحظة الاجتياح التي ارادها مخرجا تتكرر الصدمات والازمات والخيبات والنقمات•
الفشل المتوالي والضياع وعجز المؤسسات الذي انعكس على واقع تحالفات الكيان مع الاستكبار العالمي وحلفائه الجانبين •
لكم ان تتصوروا بتجرد ونكران ذات حجم الامكانيات والمقدرات والقدرات والتقنيات العالية والحديثة على مستويات مختلفة والخبرات المتراكمة للكيان الصهيوني يضاف اليها ماتمتلكه الولايات المتحدة و بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وموارد مالية ضخمة يرسلها العمق العربي العبري وجسور جوية ومراكز ابحاث ودراسات متخصصة ومؤسسات اكادمية عسكرية واستخبارية وسياسية وأمنية ساندة كلها اصبحت عاجزة امام غزة واطفالها ونسائها ورجالها بل لازال الكيان الصهيوني يستجدي النصح والمساعدات والمشورة والرأي دون ان يحقق اي إنجاز يذكر -•
ضربات متوالية افقدته التوازن واصبح يعيش التيه وهو الى زوال •
اجرام هستيري يحاول من خلاله التغطية على حجم خسائره ويتوراى من فشله •
وبالمقابل هناك رباطة جأش وصمود لم يحصل من قبل استطاعت فيه القسام من امتصاص كل ردات الفعل الهستيرية للعدو مع امتصاص زخم العدو والسيطرة على الموقف وإدارة المعركة بكل هدوء وحكمة ومرونه في التكتيكات وكانها تستدرج العدو الى حيث تريد القسام وليس مايريد العدو •
ايام معدودة وسيتخلى جميع حلفاء اسرائيل عنها وتسقط بالضربة القاضية من داخل الكيان بعد ان خسرت النزال بالنقاط •
عملية تعرية تتعرض لها اسرائيل تخسرفيها اخر قطرة من ماء وجهها انه الذل والهوان والخسران المبين والنهاية الحتمية للطواغيت والجبابرة والفراعنة المتمثل بخزي الدنيا وعذاب الاخرة •
سقوط متناهي امام الراي العام العالمي والشعوب والامم التي في لحظة قادمة ستضغط على انظمتها لتغيير بوصلة تحالفاتها مع الكيان الصهيوني الذي سيكون سببا لدفع تلك الانظمة وشعوبها اثمان كبيرة كضرائب لحماقات اسرائيل واجرامها التي باتت تهدد مستقبل تلك الشعوب والانظمة والعالم برمته •
هذا الإجرام والقتل والابادة التي تمارسها الصهيونية العالمية تداعياتها خطيرة واقل سقف لها حرب اقليمية كارثية تفتح الباب على حرب عالمية صفرية
او على اقل تقدير اذا استمر التوحش الصهيوامريكي فان المظلة الدولية المسخرة لسياساتهما سوف تنهار والمتمثلة بمنظمة الامم المتحدة حيث وجه غوتيريش رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، معتمدا على المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة التي نادرا ما تستخدم وتخوله “لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين”
واعتقد ان حلفاء الكيان الصهيوني يدركون تلك النتائج المرعبة وسوف ينزلون الى الامر الواقع ويتداركون أنفسهم قبل ان تجرهم اسرائيل الى الضياع •
وفي تلك الحالة ستغرق اسرائيل في التيه وينتهي امرها الى زوال
وان غدا لناظره قريب