فرض الحصار على أم السنوار
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تفتقت مواهب عباس كامل عن مجموعة من الإجراءات التعسفية ضد أمرأة فلسطينية ثمانينية حذفتها الأقدار للعيش في مصر. وكل القصة وما فيها ان هذه المرأة هي والدة الشيخ (يحيى السنوار). فتعامل معها (عباس) وزبانيته بمنتهى القسوة والنذالة. فهي في حساباته المخابراتية التخادمية عبارة عن ورقة للضغط. يستغلها ويتلاعب بها كيفما يشاء نزولا عند رغبات اسياده في منظومة الارهاب الدولي المتحالف الآن ضد غزة. فوجدها (عباس) فرصة لابتزاز يحيى السنوار والضغط عليه بترويع هذه المرأة العجوز وتعذيبها. وهذا ما أشار اليه الإعلام الإسرائيلي من خلال الإشادة بدور عباس في استغلال هذه الورقة لتهديد السنوار بوالدته المقيمة في ضواحي القاهرة. وما إلى ذلك من الأساليب والممارسات الدنيئة التي يخجل منها السرسرية وشذاذ الآفاق. .
ولا ننسى الدور الخياني الذي لعبه (عباس) نفسه في الابلاغ عن تحركات المقاومة في غزة، حتى وصل به الانحطاط المهني إلى التطوع للعمل في خدمة الموساد بدرجة (مخبر رخيص). وهو الذي حذر إسرائيل من هجمات السابع من اكتوبر. ثم وصلت به السفالة إلى إظهار مهاراته الأجرامية في تعذيب امرأة طاعنة في السن لانتزاع المعلومات منها، أو لإنهاء صفقات تبادل الاسرى بين إسرائيل وغزة. وربما لجأ (عباس) إلى تسجيل صوتها وهي تضج بالصراخ والعويل في سراديب التعذيب، وارسال نسخة من التسجيل إلى جماعة السنوار. .
لقد شهدت السجون المصرية على يد (عباس) تصاعداً مخيفاً في مستوى التنكيل، والتعنت في التعامل مع السجينات، بداية من التفتيش العاري، وحتى الاعتداء بالضرب والسب والتجريد من كافة المتعلقات الشخصية بشكل دوري. حيث لا فرق لديهم بين الحفيدات والجدات في زنازين الموت والهلاك. .
وقد نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني (Middle East Eye) تقريرا يفيد باستخدام السجون وأماكن الاعتقال في مصر العنف الجسدي بشكل منهجي ضد المعتقلين وأقربائهم كوسيلة لانتزاع الاعترافات منهم وبث الرعب في نفوسهم. .
وللتعذيب في مصر تاريخ طويل على يد رجال الأمن والشرطة ضد النساء المعتقلات بشكل روتيني ومنهجي وواسع النطاق، باستخدام الضرب والصعق بالكهرباء، حتى وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش بأنه (قد يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية)، ويتمتع بغطاء من رأس الدولة. .
وهذه الممارسات التعسفية ليست جديدة على قادة السلطات المصرية، فقد أعتقلوا السيدة منى محمد إبراهيم، والدة الناشطة زبيدة، و والدة السجين عبد الرحمن الشويخ، و والدة الناشط علاء عبد الفتاح، و والدة المدون عبد الله الشريف، و والدة الإعلامي معتز مطر. ولا مانع لديها من اعتقال كل الأمهات نزولا عند رغبات السلطة العسكرية الحاكمة. . .