فرضيات لمعارك البحار والمحيطات المقبلة
بقلم _ الخبير عباس الزيدي ..
تم نشر البحث قبل سنة في صحيفة المسيرة اليمنية ولمقتضى الضرورة تمت اعادة النشر
(الحلقة السادسة )
المضائق والجزر ……
هناك عوامل عديدة جعلت من منطقة الخليج الفارسي ذو اهمية قصوى منها ….. بالاضافة الى النفط ياتي الموقع الاستراتيجي بالدرجة الاولى( التاريخ مع الجغرافيا ) سواء في حركة النقل والتجارة او اتصال الشرق مع الغرب مما اكسبه أهمية وقيمة عليا جيوسياسية وجيوأستراتيجية باعتباره أحد العناصر الرئيسية في التوازن الاستراتيجي الدولي وبالتالي توظيف ذلك في نطاق الاستراتيجيات الكلية الشاملة للقوى الدولية الكبرى، وصراعات القوى الإقليمية للسيطرة عليه
ولعبت هذه الاعتبارات دور كبير في تحديد العلاقات مابين دول الاقليم تارة ومابينها وبين الدول خارج نطاق الاقليم تارة اخرى وفقا لاهدافها ومصالحها ومشاريعها بمعنى ان كل السياسات هي انعكاس لمتطلبات واقع جغرافي وسياسي واقتصادي (المكان والزمان ) يفرض على جميع أطراف هذه العلاقة طبيعة السلوك السياسي المتبع في علاقاتها مع الأطراف الأخرى، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي تتقاطع او تتفق تلك السياسات كلا بحسب مصالحه ومشاريعه تبدوا على شكل تحالفات او معاهدات •
وبقدر ما للطرق والممرات البحرية من اهمية يكون هناك تركيز على المضائق التي تقع في عقد مفصلية حساسة تربط البحار بالخلجان او البحار مع البحار اوتلك التي لها إطلالة على المحيطات •
ومن اهم المضائق في المنطقة والعالم هما مضيق هرمز ومضيق باب المندب
1_ مضيق هرمز …….
من أهم عشرة مضائق وأكثرها اهتماماً من قِبل دول العالم الذي يحتوي على 120 مضيقاً
ويضمّ المضيق عدداً من الجزر ويبلغ عرضه 50 كم (34 كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60م فقط، ويبلغ عرض ممرّي الدخول والخروج فيه ميلين بحريّين (أي 10,5كم
ويقع “المضيق” فى منطقة الخليج فاصلاً ما بين مياه الخليج الفارسي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، وتطل عليه من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان
ويعتبر المنفذ البحرى الوحيد لعدة دول وهى “العراق – الكويت – البحرين- قطر- الإمارات العربية •
يضم المضيق عدد من الجزر غير المهولة و
يعتبر أهم ممر عالمي للنفط، حيث يعبره ما بين عشرين وثلاثين ناقلة نفط يوميا وهو ما يشكل 40% من تجارة النفط العالمية ولا يقتصر الامر على النفط فقط بل يشمل جميع واردات وصادرات تلك الدول من سلع وغيرها•
المضيق يفصل بين إيران وسلطنة عُمان، ويربط الخليجَ الفارسي بخليج عُمان وبحر العرب.
يعتبر في نظر القانون الدولي جزءا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.
تخضع الملاحة فيه بالتالي لنظام الترانزيت الذي لا يفرض شروطاً على السفن طالما أن مرورها يكون سريعاً ولا يشكل تهديدا للدول الواقعة عليه.
شهد المضيق حوادث جمة وخطيرة عبر التاريخ في عصرنا الراهن منها جريمة اسقاط طائرة الركاب المدنية الايرانية من قبل امريكا التي راح ضحيتها اكثر من 250 شهيد وايضا شهد ابان الحرب التي فرضها نظام صدام المدعومة امريكيا وخليجيا على الجمهورية الاسلامية الايرانية شهد حرب الناقلات وهناك حوادث اخرى •
مضيق هرمز _ سلاح خطير اذا ماتم استخدامه وان الضرر يقع على جميع دول المنطقة ودول العالم على مستوى الطاقة والحركة التجارية (الصادرات والواردات )
وحاولت امريكا في مناسبات كثيرة فرض هيمنتها وسيطرتها على المضيق وحرمان ايران واخراجها من المعادلة تحت ذرائع شتى منها حماية حرية الملاحة وحركة الناقلات علما ان اساطيلها الحربية تمخر عباب الخليج لاغراض التجسس والعدوان وهي من تعيق حركة الملاحة وقد شهد الخليج حوادث تصادم وقرصنة من قبلها •
هناك اكثر من مسؤول امريكي رفيع المستوى صرح بالاستيلاء على مضيق هرمز من ريغان الى ترامب وفي تصريح سابق لسنوات خلت – لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد صرح أن بلاده بصدد تشيكل تحالفا عسكريا لحماية الملاحة في مضيقي هرمز وباب المندب وهذا يكشف عن حجم الأطماع والعدوان على جمهورية ايران •
ان حدوث اي نزاع عسكري او عدوان على ايران سوف يتسبب بأزمة طاقة حادة وخطيرة بالاضافة الى ما يشهده العالم الان من ازمات حادة في ظل الحرب في اوكرانيا وتوقف الغاز الروسي الى اوربا كذلك ينعكس الامر على مستوى التبادل التجاري والاقتصاد العالمي •
قي ظل هذه الظروف لايمكن تكرار سيناريوهات سابقة مثل حرب الناقلات وسوف يعمد الى اغلاق المضيق التام في حال حدوث طارئ لانها مسالة مصير وجودي •
مضيق هرمز يعتبر احد اهم الاسلحة الدفاعية و الردعية لجمهورية ايران ولولاه ( المضيق ) مع عوامل واسباب اخرى لما تاخر الاستكبار والصهيونية العالمية بقيادة امريكا على ارتكاب حماقة وعدوان مباشر على الجمهورية الاسلامية في ايران علماوفي ظل ما يعيشه العالم من مقدمات لحرب عالمية ثالثة … ربما تقدم امريكا وحلفائها على عمل عدواني على ايران يقع ضمن حسابات تامين النفط والغاز كخطوة استباقية قبل المواجهة المباشرة مع الصين وروسيا •
ان ما تواجهه ايران الاسلام من حرب مركبة ربما يكون مقدمة واضحة لعدوان مباشر يلوح في الافق •
مضيق هرمز ذو اهمية استراتيجية في الحرب والسلم ومهما فكرت دول المنطقة بإيجاد بديل ووسائل اخرى عن ذلك المضيق فانها لم تحقق الإنجاز والنتائج الذي تحققها من خلال ذلك المضيق
ولايمكن باي شكل من الاشكال ان تتم عملية تامين المضيق وحركة الملاحة فيه من دول او تكتلات خارج الاقليم والمنطقة بل ذلك يزيد الامر سوءا وخطرا وان تفاهم و تعاون بلدان المنطقة هو السبيل الوحيد لتامين حركة الملاحة وعموم مياه المنطقة بما فيها مضيق هرمز ولابد من الاشارة هنا الى قضية في غاية الاهمية تتلخص في وحدة الممرات والطرق البحرية من خلجان وبحار ومضائق كمنظومة متكاملة يؤثر بعضها على البعض الاخر في السياق العام تتوزع مهامها وتتعدد ادوارها لتحقيق جملة من الأهداف ومع وجود البديل قي حالة الطوارئ الا انه لايرتقي في الاداء الى المستوى المتعارف عليه خصوصا للدول ذات العلاقة بمقظار مصالحها وأمنها القومي
…. يتبع لطفا ……