بلاويكم نيوز

ماأهمية فوز الهام علييف في الانتخابات الرئاسية في اذربيجان

0

الدكتور معتز محي عبد الحميد مدير المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية ..

يوم الأربعاء المصادف السابع من شباط الحالي سطرت اذربيجان فصلا جديدا على طريق الديمقراطية والانفتاح بعد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. حيث توافد الملايين من ابناء الشعب الاذربيجاني على مراكز الاقتراع،و من الأعمار كافة بشكل كبير على صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم حيث سارت العملية بسهولة ويسر وشفافية.
أما الطاعنين في السن الراغبين بالتصويت فلم يحرموا هذا الحق، وجرى إرسال فرق متخصصة لهم في بيوتهم لتمكينهم من المشاركة، مثلما جرى فتح مراكز اقتراع للأشخاص الذين يقضون محكوميتهم في السجون لتمكينهم أيضا من التصويت، وتم فتح صناديق اقتراع في السفارات والبعثات الدبلوماسية في مختلف أنحاء العالم لتمكين المغتربين الأذربيجانيين من تحديد هوية الرئيس القادم لمدة سبع سنوات متتالية.
انتصار كاسح للرئيس علييف
و بعد فرز الاصوات ، حقق الرئيس الهام علييف انتصارا كاسحا في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت الأربعاء، وشملت كافة تراب البلاد بما فيها منطفة قره باغ الاقتصادية الذي استعادها الجيش الأذربيجاني بعد هجوم خاطف قبل أشهر، بحصوله على أكثر من 90% من الأصوات، بحسب نتائج رسمية نهائية.
حيث أعلن رئيس لجنة الانتخابات المركزية مظهر باناخوف، خلال مؤتمر صحفي، أنّ “الشعب الأذربيجاني انتخب إلهام علييف رئيساً للبلاد”، مضيفا أنّ “نسبة المشاركة في التصويت بلغت 67,7% من الناخبين”.
والفوز بالانتخابات ليس جديدا على علييف الذي تولى الحكم خلفا لأبيه حيدر علييف عام 2003، وأعيد انتخابه أكثر من مرة رئيسا للبلاد بأغلبية كبيرة.
لماذا الدعوة للانتخابات مبكرة
تساؤلات عديدة طرحتها المبادرة التي دعا اليها رئيس أذربيجان إلهام علييف، بشأن الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة ، وهو ما يدفعنا للتساؤل حول أسباب تلك الدعوة، وأهمية تلك الانتخابات المبكرة، والتي تأتي تزامنا مع الأحداث المهمة التي شهدتها أذربيجان خلال الفترة الماضية.
لا شك أن الرئيس الهام علييف، والذي يقود جمهورية أذربيجان منذ عام 2003 يسعى لإرساء قواعد جديدة ترتكز على التحول الديمقراطي وتقديم صورة حضارية لأذربيجان من خلال استحقاق رئاسي، حيث يتوجه من لهم حق التصويت من اجمالي عدد السكان والبالغ نحو 10 ملايين نسمة إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد لأذربيجان.
ويبدو أن الرئيس إلهام علييف يحاول الاستفادة من النجاح العسكري المتميز ، في استعادة كافة التراب الوطني لقره باغ في سبتمبر من العام 2023، والتي وصفها الرئيس علييف بأنها استعادة للسيادة. وذلك في إطار توجهات السياسة الخارجية لأذربيجان والتي حاولت قدر الامكان الحفاظ على مستوى عالٍ من التعاون مع أكبر جيرانها، والتقليل من التهديدات من حولها، مع بناء شراكات استراتيجية مع الدول المتقدمة، كما كانت قادرة على إثبات نفسها شريكًا مسؤولاً مع نهج غير مندفع ومستقر في علاقاتها الخارجية.
السياسة الخارجية المتميزة
ولا شك أن مستقبل أذربيجان يحمل معه العديد من التوجهات والتي تتوافق مع المصلحة القومية للدولة، كما أنها تميزت بحالة من المرونة مع حالة النظام العالمي وما يشهده من تحولات عدة سواء حينما تغيرت طبيعته من ثنائية إلى أحادية فى تسعينيات القرن المنصرم، وكذلك اليوم وهو فى طريقة نحو تعددية قطبية جديدة مع صعود قوى دولية بعضها يحاول استعادة النفوذ وبعضها الآخر يحاول اثبات هذا النفوذ.
والحقيقة أنه حينما سعت القيادة السياسية ممثلة فى رئيس الجمهورية كونه صانع السياسة الخارجية إلى تحسين علاقات أذربيجان بالدول الكبرى، وتزايد دورها وأنشطتها داخل المنظمات الدولية والإقليمية لتلقي الدعم والمساندة، فإنه من المتوقع أن تستمر أذربيجان فى السير على نفس النهج الحيادي في سياساتها الخارجية والتي تعتمد بالأساس على مواردها النفطية والتي تسعي من خلالها لتحقيق التقدم الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة في البلاد.
وفيما يتعلق بتوجهاتها تجاه الدول الكبرى سوف يستمر التعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة و الاتحاد الاوربي ، مع اتباع سياسة الباب المفتوح مع روسيا من خلال شراكات اقتصادية وخاصة في مجال الطاقة. علاوة على ذلك فقد قامت قيادة أذربيجان بالتوجه نحو العالم العربي مؤخرًا وخصوصا مع العراق ، من خلال تبادل الزيارات الرسمية، وتدعيم الدبلوماسية الشعبية، في محاولة لإعادة صياغة إطار جديد للعلاقات قائم على التقارب الثقافي والتاريخي بين الشعبيين رغم البعد الجغرافي.
جملة القول، إن الانتخابات الرئاسية المبكرة التي تحقتت واشادت بها كافة دول العالم ،والتي دعا إليها الرئيس إلهام علييف، تشكل فرصة جيدة لتقديم صورة ديمقراطية لجمهورية أذربيجان بما يكون له مردود سياسي جيد في العالم العربي والاسلامي ، إلى جانب أنه يعد بمثابة استفتاء على انجازات الرئيس إلهام علييف وسياساته والذي يواصل صناعة النهضة الحديثة لجمهورية أذربيجان .
الانتخابات و فرص السلام مع ارمنينيا
لقد استبعد رئيس أذربيجان إلهام علييف قيام حرب جديدة مع أرمينيا على خلفية التوتر بين البلدين بشأن إقليم ناغورني قره باغ، متهما فرنسا بتدريب وتسليح يريفان من أجل إبقاء اذربيجان تحت ضغط مستمر.
وقال علييف، خلال مقابلة مع قنوات تلفزيونية محلية، إن “فرنسا هي الدولة التي تسلح أرمينيا وتدعمها وتدرب جنودها وتجهزهم لحرب أخرى، إن محاولات تسليح أرمينيا تهدف بالضبط إلى إبقائنا تحت ضغط مستمر”.
وتمكنت اذربيجان في سبتمبر/أيلول 2023 بعد عملية عسكرية خاطفة دامت ساعات- من هزيمة مجموعات مسلحة “غير قانونية” في قره باغ، ودفعتهم للموافقة على الاستسلام وإلقاء السلاح، معلنة بذلك فرض سيادتها على الإقليم كليا.
وأضاف الرئيس علييف أن الشروط تهيأت لتوقيع اتفاق سلام مع الجارة أرمينيا، قائلا إن “الأهم اليوم أن ظروفا حقيقية لتوقيع معاهدة سلام قد تأمّنت، لهذا السبب ينبغي علينا أن نعمل بجد نحو توقع اتفاق سلام”.
لا حاجة لضامن
وأوضح علييف عدم حاجة أذربيجان وأرمينيا إلى طرف ضامن في اتفاق سلام بين البلدين، قائلا “لسنا بحاجة إلى أي طرف ضامن فيها، سنوقع بشكل ثنائي. إذا أراد أحد المساعدة، فلا مانع لدينا من ذلك أيضا. ومع ذلك، ينبغي ألا تكون هذه المساعدة إلزامية”.
واكد رئيس أذربيجان “إننا نبدأ اليوم عام 2024 كدولة وكشعب استعاد السيادة بالكامل، وأعتقد أن العصر الجديد في تاريخنا الحديث بدأ بالضبط بعد 20 سبتمبر/أيلول” في إشارة إلى تاريخ استعادة السيطرة على قره باغ.
شخصية الرئيس علييف
إن شخصية الرئيس الحالي لأذربيجان تستحق الدراسة والبحث من كافة النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية ، حيث يحكم إلهام علييف هذه الجمهورية السوفيتية السابقة بشكل مستمر منذ عام 2003. وفي غضون عشرين عاما، كان قادرا على تحويل بلد فقير إلى حد ما إلى واحد من اللاعبين الرئيسيين ليس فقط في القوقاز، ولكن أيضا في غرب آسيا، وحتى في آسيا الوسطى. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى حقيقة أن إلهام، نجل الرئيس الثالث لهذه الجمهورية، حيدر علييف، يعرف كيفية التفاوض وبناء العلاقات الدولية المتميزة ، حيث تمكن إلهام علييف من الاستفادة من موقع أذربيجان المميز وحشد دعم الحلفاء وبناء مساره الوطني الخاص. واليوم بالفعل، أصبحت باكو مفترق طرق بين الخليج العربي وروسيا وتركيا والصين. وقوة واقتدار لايستهان بها للدفاع عن كافة اراضيها وهذا مااكد علية اليوم في حفل ترديد القسم الدستوري امام نواب الشعب قائلا (إن الصوت الذي أدليت به في خانكندي والبطاقة التي ألقيتها في صندوق الاقتراع ليست ببطاقة بسيطة بل كانت آخر مسمار دُقّ على تابوت الانفصاليين الأرمن).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط