عندما يكون النقد مسيّسا وأهدافه غير شريفة ..
بقلم: أياد السماوي ..
لا شّك أنّ الحملة التي تقودها بعض الجهات السياسية ضد شخص دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ، قد تجاوزت حدود نقد الأخطاء البنّاء الذي يرافق كلّ عمل مهما كان صغيرا أو كبيرا ، وبحكم خبرتي السياسية التي تجاوزت النصف قرن من الزمن ، أعرف أنّ للنجاح ثمن كما للفشل ثمن هو أيضا ، وأعرف أنّ عملية البناء الكبرى التي بدأها السوداني ستصطدم بالكثير من الحانقين الذين لا يريدون له النجاح ، وستصطدم أيضا بالكثير من المتضررين من عملية الإصلاح والتغيير التي بدأتهما حكومته ، وكنت واثقا ومتيّقنا أنّ هاجس النجاح سيعجّل من إعلان الحرب على حكومته ..
لست من الذين يطبلون للحاكم ويزوقون له كلّ أعماله ويبررون له أخطاءه ، وفي نفس الوقت لست من الحانقين على النجاح أو من الخائفين من هذا النجاح .. وأعلم أنّ في كلّ زمان ومكان هنالك شريحة طفيلية تطبّل للحاكم بكلّ صغيرة وكبيرة ، تعتاش على المديح للحاكم وهذه الشريحة هي بلاءنا وتخلفنا ، وهذا ليس ثوبي الذي اعتادني عليه من يعرفني .. فحين يكون النقد من أجل مصلحة الوطن والشعب وغير مسيساً ، فمثل هذا النقد واجب وضروري في كلّ عملية بناء سواء قادها السوداني أو غيره .. لكن حين يكون هذا النقد سهاما تستهدف النجاح وتستهدف الإنجاز الذي بات واضحا للجميع ، حينها يصبح الدفاع عن هذا النجاح والإنجاز واجب وطني واخلاقي ، ومن لا يرى التغيير والنجاح في عمل حكومة الأخ السوداني ، فهو أعمى ولن يبصر هذا النجاح ، لأنّ الحنق قد أعمى بصره وبصيرته .. ومن يريد أن يختزل نجاح حكومة السيد السوداني بمحسّر قرطبة أو بمشروع فك الاختناقات عن العاصمة بغداد ، فهو متجانف وناكر للحقيقة الساطعة التي كالشمس في رابعة النهار ، فنجاح حكومة السوداني يتمثلّ أولا بحالة الاستقرار السياسي والأمني والهدوء المجتمعي وانحسار الإرهاب والجريمة ، والتقدّم الكبير في تقديم الخدمات وخصوصا النجاح الذي تحقق في وزارات الكهرباء والداخلية والدفاع والإسكان والصحة وباقي الوزارات ، وما حملة حكومة السوداني على المشاريع المتلكئة إلا مؤشر صغير على هذا النجاح .. وأنت يا أخي مصطفى سند ، دع الرجل يعمل ودعه يمر ، واترك طريق الشعبويات وحب الظهور ، انتقد وتابع لكن بعيون غير هذه العيون ..
أياد السماوي
في ٥ / ٤ / ٢٠٢٤