درجال وتناقضاته في القصر
بقلم: جعفر العلوجي ..
مصيبة حقيقية أن يشوه التاريخ البعيد بين من ينفي وبين من يثبت وهذه المشكلة يعاني منها العالم أجمع لاختلاف الرؤى والتصورات والميول، ولكن المشكلة الأكبر أن يشوه ويزور التاريخ القريب الذي نعيشه وعايشناه ونحفظ تفاصيله بدقة، ومن بين أوسع وأشمل وسائل التزوير هي البرامج التلفازية واستغلال الإعلام بشكل عام، ولعل ما يحصل من استضافات ومتابعات خلال شهر رمضان المبارك هو شاهد القول لعدد من الشخصيات السياسية الاجتماعية المؤثرة جداً بتحركاتها وأهمية الموقع الذي تشغله، ومن بين البرامج التي تتجذر فيها وتنطبق الأمثلة عليه هو برنامج القصر الذي استضاف اللاعب والمدرب والوزير ورئيس اتحاد الكرة الكابتن عدنان درجال للحديث عن جملة أمور تخص استيزاره في حكومة الكاظمي السابقة التي تنكر لها ومن ثم فوزه برئاسة اتحاد الكرة.
وللأمانة فإن الرجل يحمل تاريخا كبيرا حافلا بالأحداث والمتغيرات أيام كان لاعبا يشار إليه بالبنان او مدربا محترفا ومن ثم وزيرا ورئيسا لاتحاد الكرة، ومع تعاظم اهتمام الجماهير بالكرة وأخبارها ومكانتها كان لا بد أن يكون الكابتن درجال بالصدارة نظرا لأهمية ومكانة المناصب التي شغلها في الرياضة، وقد يكون نجح في جانب منها وفشل في الآخر وهذا من الأمور الطبيعية جدا التي تتحمل الربح والخسارة، ولكن من غير المقبول أن تنسب النجاح وأسبابه لك وتدير عنصر الايجاب بظهره للآخرين وتجير الإنجاز بنظرية الأنا المطلقة، فشهود العصر قبل عام او عامين وثلاثة ما زالوا يعيشون ويواكبون ويسجلون، هذا من جانب ومن الجانب الآخر فإن التعالي على البلد والحكومة والمنصب والإنجاز هو منتهى الغرور والابتعاد عن التواضع، وللحقيقة فإن النجاح الذي حصل في البصرة لبطولة خليجي 25 كان مفصله وحجر الزاوية فيه أولا البصرة وأهلها الكرام وجماهيرنا الرياضية وبعدها يأتي دور الدعم الحكومي الهائل الذي لا سابق له والمؤسسات الساندة والداعمة وتشكيل اللجنة العليا المشرفة على تنظيم البطولة وأخيرا فإن الإعلام الرياضي فعل فعلته الجبارة لجذب أنظار العالم باتجاهنا، ولم تكن البطولة باسم شخصية رئيس الاتحاد ومجهوداته وإنقاذه لها قبل إغلاق ملفها، أما فيما يخص الوزارة وعمله بها فهي فترة بسيطة لم تشهد ما يشار إليه وأتت بنتائجها استكمالا لعمل وزراء سابقين في دورات سابقة سواء في البنى التحتية أم غيرها وجميعنا يشهد افتتاح الملاعب او المباشرة بالبناء والإعمار ووضع حجر الأساس.
أخيرا أتمنى على السيد رئيس الاتحاد تجنب الأنا وما هو معروف إبان فترة النظام البائد وما بعدها والعمل الرياضي بمجال الكرة وصولا الى دوري نجوم العراق وإعداد المنتخب لنهائيات كأس العالم، والأجمل تناول جميع أمور الرياضة بعقلانية وواقعية وحجة ملموسة وأحداث حصلت فعلا وأن اختلاق العداوات والتحاسد والتفرد يعود على صاحبه بالفشل في عيون الجماهير قبل الإعلام .