بلاويكم نيوز

أبواق فضحت نفسها

0

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

لن ترفع أكاذيب فضائيات الفتنة من قيمتها، ولن تزيد من شهرتها وانتشارها. بل انها كانت السبب المباشر في فقدان مصداقيتها وفي عزوف الناس عن متابعتها. فلا تلوموا الأبواق التي قالت: (فلسطين ليست قضيتنا)، لأن فلسطين قضية الأحرار فقط، وهي أثقل بكثير من أن يحملها التافهون والمتصهينون. أما أخبارهم الملفقة وأفلامهم المفبركة فحبلها قصير. ولن ينجحوا في طمس الحقائق، لأنها ستظهر فوق السطح ولو بعد حين، وسوف تشرق شمسها في نهاية المطاف دونما جهد. .
قالت قناة (العربية): (أن أبناء إسماعيل هنية ينعمون بالعيش الرغيد في منتجعات إسطنبول)، وكانت تكرر هذه الافتراءات في الوقت الذي كان فيه أبناء هنية وأحفاده يواجهون الموت غصة بعد غصة تحت وابل القنابل، وتحت وطأة الظروف القاهرة التي يعيشها أشقاءهم في غزة حيث الرعب والموت والتجويع. فقد مكث ابناء هنية في القطاع ولم يبرحوا مكانهم، ولن يؤثر استشهادهم على مطالب المقاومة المتعلقة بوقف إطلاق النار. فمطالبها واضحة ومحددة، ولا تنازل عنها. وإذا كان نتنياهو يعتقد أن استهداف أبناءه في ذروة المفاوضات، وقبل أن يصل رد قادة المقاومة، ويظن أن هذا القصف سيدفعهم إلى تغيير موقفها فهو واهم. .
قال هنية بعد استشهاد ثلاثة من ابناءة وعدد من احفاده: (أبنائي ظلوا في غزة، ولم يبرحوا القطاع، وككل أبناء شعبنا يدفعون ثمناً باهظاً من دماء أبنائهم، وأنا واحد منهم، فدماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء الفلسطينيين كافة). .
لا شك ان الأبواق المأجورة تدرك تماما انها حتى تتمكن من تضليل الناس تجعلهم يعتقدون بأنهم هم السبب في تخلفهم. فتسعى لتشتيت اهتماماتهم عن المشاكل الحقيقية، وتجعلهم ينشغلون بالأخبار الكاذبة، ويهتمون بالمواضيع التافهة، ولا تترك لهم الوقت للتفكير. حتى اصبح معظمهم لا يعرفون ما يجري. ولا يعرفون حتى أنهم لا يعرفون. .
وكصورة من صور التدليس والتلفيق: اذكر ان الدكتور سمير غطاس ظهر قبل بضعة أسابيع في برنامج (آخر النهار) ليوجه اتهاماته إلى ابناء إسماعيل هنية باستثمار أموالهم في المشاريع الأوروبية. وانهم ينعمون بالعيش الرغيد. ثم ظهر هذا (الخرتيت الغطاس) نفسه على شاشة قناة (الحدث) ليشجب الغارة الصهيونية التي قتلت ابناء إسماعيل هنية كلهم داخل غزة. . لكنه لم يعتذر عن أكاذيبه السابقة، ولم يخجل من سقوطه في مستنقع التناقض والافتراء. .
ختاما نقول لتلك الأبواق العربية المتحاملة على الفلسطينيين: خلوا بين رجال المقاومة وبين عدوهم اللدود، فإن قضى عليهم العدو فقد كفيتموهم، وإن انتصروا عليه، فنصرهم نصركم، وفوزهم فوزكم. .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط