بقلم: أياد السماوي ..
كنت اتوّقع أنّ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني سوف لن يتطرّق إلى ملّف قوات التحالف الدولي في العراق ، وسيترك الأمر إلى قرارات اللجنة العسكرية الثنائية التي أعلن عن الالتزام بمخرجاتها قبل زيارته ، وهكذا كانت توقعات جهات عراقية وغير عراقية هي الأخرى أن السوداني سوف لن يناقش مع بايدن ملّف قوات التحالف الدولي في العراق ، لكنّ المفاجئة في حديث السوداني أنّه اسقط رهانات الجميع بحديثه وأمام العالم بأسره عندما حدّد بشكل واضح رغبة العراق بالانتقال إلى العلاقات الثنائية مع كافة دول التحالف الدولي حين قال ( نبحث في إطار اللجنة العسكرية الثنائية التعاون الأمني والشراكة المستدامة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية وهذه اللجنة هي التي ستضع المنهجية السليمة للانتقال العسكري إلى العلاقات الثنائية ، وهي التي سوف تقدّر الموقف العسكري والظروف العملياتية وتطوّر قدرات الأجهزة الأمنية ..
ولعلّ المفاجئة الأكبر في حديثه كانت حين قال ( بروح الصراحة والشراكة قد نختلف في بعض التقييمات للقضية الموجودة حاليا في المنطقة لكننا نتفق على مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب والحماية ، ورفض أي اعتداء على المدنيين خصوصا النساء والأطفال ، وحماية البعثات الدبلوماسية والالتزام بالقوانين ًالأعراف الدولية ) ويقصد في هذا الاختلاف موقف العراق مما يحدث في غزّة والموقف من الاعتداء إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق .. فهل هنالك رئيس عربي واحد يستطيع أن يقول لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية نحن نختلف معكم في الموقف من الأحداث الجارية في المنطقة ؟ وهل توجد صراحة وشجاعة أكثر من هذه الصراحة والشفافية ؟؟
أياد السماوي
في ١٦ / ٤ / ٢٠٢٤
