لو كنت أنا رئيس وفد العراق وجلست مع الرئيس الأميركي بايدن.. لكان هذا قولي !
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:- لازم أخلي ببالي أنها فرصة وربما لن تتكرر اطلاقاً. فعليَّ التركيز على ملفات بلدي العراق ” الأهم قبل المهم”ولا ادع دقيقة واحدة تذهب لملفات غير عراقية لانه لا داعي للشعارات والديماغوجيا في هذه الفرصة !
ثانيا:-حديثي سيكون هكذا
١-فخامة الرئيس شكراً لهذا التكريم للعراق والى ٤٣ مليون عراقي يُفترض ان يكونوا مُدللين من الولايات المتحدة لأنكم أخترتم العراق ليكون نموذجاً للديموقراطية التي تريدونها لدول المنطقة . ولكن وللأسف ان شعبي لم يتذوق الديموقراطية الحقيقية واصبح العراق مكانا تدفع اليه الدول الأرهابيين وتجار المخدرات والجريمة المنظمة والدواء المسرطن والاعلام السلبي ضدنا . فباتت إمكانياتنا ضعيفة أمام هذه التهديدات المستمرة . فنناشدكم مساعدتنا بصد هذه التحديات من خلال الضغط على هذه الدول التي لا تريد نمو الديموقراطية والسلام في بلدنا !
٢-وان من أهم اسباب تعطيل الديموقراطية في بلدي العراق هو التدخل السلبي والمؤلم في شؤون بلدي و من قبل جميع دول الجوار دون استثناء . ودول اخرى تدخلت امنيا وعسكريا واستخباريا ولازالت داخل بلدي وتسبب لنا المشاكل .، واخرى قضمت اراضي من بلدي بحجج واهية ، وأخرى تسرق بثروات بلدي سرا . ( فلماذا لا تطبق بنود الاتفاقية الامنية والاستراتيجية التي وقعها بلدي مع الولايات المتحدة لردع هذه الدول لكي نتفرغ لبناء مؤسسات الديموقراطية التي تحاربها هذه الدول خوفا من انتقالها اليهم ؟
٣-فخامة الرئيس نحن بلد بحضارة ٧آلاف سنة ونحن احفاد رجال اعطوا للبشرية الكتابة والقوانين والفنون والموسيقى والرياضيات والطب والحكم الرشيد وكل شيء. ونحن شعب وسطي في الدين والمعتقدات منذ القدم ، ولم يكن في تاريخنا حقب أرهابية او طائفية او عنصرية .وشعب كريم جدا مع الضيوف ( ففي زمن الخليفة حمورابي صاحب مسلة القوانين البشرية كان العراق بلد لجوء لجميع شعوب الأرض لما كان يتمتع به العراق من رخاء وسلام وعيش كريم ) .. فنحن تواقون يافخامة الرئيس وبمساعدة الولايات المتحدة ان يكون العراق واحة الحرية والسلام والوسطية والحكم الرشيد والديموقراطية الحقيقية لنفخر ونقول ( هذا العراق الديموقراطي آلجديد بمساعدة الصديقة العزيزة امريكا )
٤- فخامة الرئيس الطفولة في بلدي ، والنساء في بلدي والشباب في بلدي بحاجة ماسة إلى دعم الولايات المتحدة للنهوض بالمؤسسات التي تخدمهم وتوفر لهم ما يحتاجونه وأسوة بدول العالم المتحضرة ( نريد مساعدتكم بهذه المجالات ) …. وبلدي بحاجة ماسة جداً لدعم الولايات المتحدة في مجال التعليم الجامعي والبحث العلمي وفتح أفق اوسع لتدريب ابناء بلدي داخل العراق وداخل الولايات المتحدة ، وتوفير ودعم الورش الاميركية للنهوض بالتعليم في العراق !
٥- فالعراق يافخامة الرئيس عرف منذ القدم بانه الواحة الخضراء في منطقة الشرق الأوسط بسبب انتشار الزراعة والبيئة النظيفة فنحن بحاجة ماسة إلى دعم الولايات المتحدة في مجال الزراعة ومنظومة الري الحديثة في العراق والزراعة الحديثة فلدينا مساحات شاسعة جدا جدا بحاجة لإحياء الزراعة فيها .. وبحاجة ماسة إلى بناء المصانع و تأهيل المصانع العراقية ( مصانع الادوية والبتروكيمياويات والأسمدة والحديد والصلب ومصانع الادوية وغيرها ) .. وعندما تتأهل المصانع والمنشآت الصناعية والزراعية سوف تضمحل ( المليشيات والمنظمات المسلحة وغيرها ) لأنه سيتركها الشباب الذي لجأ اليها بسبب البطالة وتوقف سوق العمل تقريبا. ونعتبر ان هذه الخطوة خطوة ناجحة في تفكيك المليشيات والمنظمات المسلحة من خلال توفير بيئة عمل وبيئة صحية للشباب لكي يتركوا المليشيات ويلتحقوا بهذه المصانع والمعامل والزراعة والصناعة والاستثمار !
٦- نحن بحاجة ماسة إلى علاقة استراتيجية ( عسكرية وامنية واستخبارية متميزة ) وتدريب الكوادر العراقية وبجميع الصنوف العسكرية والتخصصية لنكون فعلا حلفاء تفتخر بهم الولايات المتحدة، ويكون العراق حليف استراتيجي لحلف الناتو في المستقبل . وهذا يحتاج يافخامة الرئيس إلى برنامج أميركي عملاق ينسي العراقيين الفترة السابقة والمؤلمة ونبدأ بمرحلة جديدة عنوانها الثقة المتبادلة والمضي قدما ومعا للشراكة الاستراتيجية الأبدية !
٧- اما موضوع السلام في الشرق الاوسط فأن العراق يدعم جميع جهود السلام التي تصب في حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي . ونحن لا نؤمن بنظرية رمي اليهود في البحر لأنه منطق لا إنساني ومنطق عنصري نرفضه رفضا باتا .فنحن شعب نؤمن بحقوق الإنسان وحرية الاديان وتقرير المصير ولكننا مع مشروع السلام الذي يوفر للفلسطينيين حقوقهم التي يقبلونها هم . فالسلام مهم لنا ولجميع شعوب المنطقة والشعب الاسرائيلي والفلسطيني على حد سواء ونعم لتوفير بيئة سليمة للمصالح الاميركية والغربية في منطقتنا .
٨- فخامة الرئيس يمتاز العراق بموقع استراتيجي مهم ونادر من الناحية الجيوسياسية والجيو استراتيجية وان توفر السلام فيه سوف ينعكس على جميع دول المنطقة… ونحن تواقون ان تدعم الولايات المتحدة بلدي العراق بأن يكون البلد الآمن ومكان للحوارات بين الدول لحل المشاكل السياسية والاقتصادية لدول وشعوب المنطقة .لنكون شركاء العالم اقتصاديا وامنيا واستراتيجيا .
٩- شكرا فخامة الرئيس على إعطاءنا هذه الفرصة التاريخية ونتطلع إلى نقلة نوعية في العلاقات بين العراق والولايات المتحدة . وشكرا جزيلا !.
١٨ نيسان ٢٠٢٤
سمير عبيد