الانزلاق نحو عصر الحيونة
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
حذرت الكاتبة اليهودية (نوعه يادلين) من انهيار إسرائيل وانجرافها نحو مهاوي مرحلة التوحش والهمجية في سلوكها السياسي والعسكري. ولهذه المرحلة اصطلاحات عدة، فهي عند البعض: مرحلة الحيونة. أو البهيمية. أو الخنزيرية. .
فقد نشرت ( نوعه ) مقالتها على صفحات جريدة (هارتس) صباح يوم التاسع من أبريل الجاري. وتناولت فيها احتمالات سقوط دولة الاحتلال وانهيارها من الداخل. .
ترى الكاتبة وهي يهودية صهيونية كاملة الدسم. ترى ان حالة التطرف التوراتي المتفشية الآن في اجواء التخبط السياسي، والمصحوبة بمشاعر الإحساس بالعظمة والتفوق والتعالي على الشعوب والامم باعتبارهم (شعب الله المختار)، وما يتوافر لهم من دعم غير محدود تقدمه لهم القوى الغربية الغاشمة. جعل من الارض المحتلة بيئة لا تصلح للإنسان العاقل، ولا تسمح له بالتعايش الآدمي مع شعوب المنطقة، فقد اجتمعت لديهم كل المؤهلات الحيوانية والنزعات الوحشية المتمردة على الأعراف والقوانين والقواعد الدولية. .
بشكل عام يمكننا القول ان الكاتب والشاعر السوري (ممدوح عدوان) كان أول من تطرق لهذه الظاهرة في كتابه الموسوم (حيونة الإنسان). وقد صدرت الطبعة الأولى عام 2003 عن دار قدمس للطباعة والنشر، وصدرت طبعاته المتلاحقة عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع. ويحتوي على 224 صفحة. وهو متوفر مجاناً على الشبكة الدولية بصيغة PDF. .
تعترف الكاتبة ( نوعه ) في مقالتها المكتوبة باللغة العبرية بأنّ تصاعد النزعات العصبية التوراتية لدى معظم القيادات الصهيونية، سوف يعصف بإسرائيل ويعجل في هلاكها. وفي هذا السياق، من الصعب عدم التطرق إلى ما يحدث في غزة، حيث تستمر حملات الإبادة، ولم يعد نتنياهو يميز بين الخير والشر. بل انه اخرج الجيش من المسارات الأخلاقية. ولم يعد يفرق بين ما هو جيد وما هو سيء، وبين ما هو ممنوع وما هو مسموح به. .
ختاماً: استطاعت (نوعه يادلين) 48 سنة وهي كاتبة وروائية جريئة. استطاعت بهذه المقالة ان تشخص الظروف المربكة التي تمر بها اسرائيل على يد نتنياهو. في الوقت الذي تطوعت فيه بعض الأبواق العربية لتجميل صورة هذا الحيوان المتهور. .