تحالف الفاشنستات والهتلية
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اما الفاشنستة فهي مفردة انجليزية (Fashionist). وتجمع في لهجتنا الدارجة على: (فاشنستات)، وقد اصبحت من المفردات المتداولة على نطاق واسع في المواقع التي يرتادها الهتلية. وتدعمها شريحة متنفذة من بعض كبار المسؤولين، وبعض الضباط ومدراء المكاتب، ومن خلفهم جوقة القوادين والقوادات في الأوساط المُبتذلة. .
واما (الهتلية) ومفردها (هتلي) فهي مفردة شائعة في عموم العراق والكويت، لكنها تركية الأصل. تعود إلى الإمبراطورية العثمانية. ولها حكاية طريفة مرتبطة بتشكيلات الجيش الانكشاري. فقد قرر الباب العالي وقتذاك تأسيس فرقة سرية تتولى مكافحة الفساد المستشري في مفاصل الولايات البعيدة. اطلقوا عليها (hatlı) وتعني: مخفي أو مبطن. لكن فرقة (الهتلية) وبدلا من القضاء على الفساد، صارت بمرور الايام تتلقى الرشاوى والهدايا والإكراميات وتتغاضى عن المجرمين، وصار اسمها عنوانا للفسوق والفجور والابتذال. وهكذا تحول (الهتلية) إلى مرتشين و(سرسرية). فالهتلي هو الفاجر الداعر الفاسق. فما بالك إذا اجتمع الهتلية بالفاشنستات وعقدوا الصفقات مع الانتهازيين والمنتفعين الذين استغلوا وظائفهم ومناصبهم بالتعاون مع مجاميع الهتلية ؟. .
تذهلنا اخبار الفاشنستات المدعومات من الهتلية وهجماتهن العلنية في الشوارع والساحات ضد ضباط المرور، وضد اجهزة الدولة، وضد المواطنين. وتدهشنا حملاتهن على منصات التواصل وتهديداتهن باعفاء كبار المسؤولين من مناصبهم. . من اين يأخذن قوتهن ؟. ومن الذي يدعم هذه التحالفات المرفوضة من المجتمع ؟. وكيف اختفى رجال الإصلاح امام تعمق هذه التحالفات واستفحالها ؟. وهل استسلمت الدولة لقوة التحالف الفاشي الفاشنستي ؟. .
قبل بضعة ايام شاهدت مقطعا لفاشنستة سلكونية الملامح ترتدي ملابس نومها بمنتهى الوضوح والشفافية، وتطلق تهديداتها ضد رجال الدولة. لم تذكر اسمها. لكنها تشبه أنثى الخنزير الأبيض من حيث الوزن والوقاحة وقلة الأدب. .
نقف حائرين عندما نرى نائباً وطنياً متديناً يذود بالدفاع عن فاشنستة اقتحمت موقعاً للشرطة الاتحادية، وانهالت عليهم بالشتائم والضرب واللعنات. . كيف انضم هذا النائب الوديع المسالم إلى عصابة الهتلية ؟. أيعقل أن تصبح اجهزة الدولة بهذه الرخاوة والليونة والضعف فتعجز عن مواجهة هؤلاء. .
حتى الغجر والكاولية صاروا يشمئزون من تحالف الهتلية مع الفاشنستات ويستنكفون منهم. .
منذ عام 2003 ونحن على موعد مؤجل بانتظار حملات الإصلاح الذي تأخر كثيرا، ولم يعد له أي وجود إلا في مواسم الانتخابات. .