هذه حكاية خروج (الحلبوسي) من المولد بلا حمص !
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا : ظاهرة بروز وصعود وهالة ونفوذ “محمد الحلبوسي” في العراق ثم سقوطه على الرأس غير مأسوف عليه هي كظاهرة بروز وصعود وهالة ونفوذ “محمد دحلان الفلسطيني” الذي سقط على رأسه هو الآخر ولم يجد غير المنفى الإماراتي ليشتغل بإمرة الاستخبارات الاماراتية. ولا ندري هل سيتبعه الحلبوسي نحو الإمارات ليشتغل عند الاستخبارات الامارتية ؟ لا ندري، وسوف ننتظر ما تخبرنا به الايام القادمة . فالرجلان دعمتهم نفس الجهات، وبرّزتهم نفس الجهات، ووقفت خلفهم نفس الجهات ، وبذخت عليهم نفس الجهات ،وعرفتهم على المحافل الدولية المهمة نفس الجهات. حيث ان تلك الجهات هي التي أتت بهم من الصفوف الخلفية ودربتهم واعدتهم وكبرتهم وصعدتهم وصنعت لهم هالة سياسية واموال ضخمة واحلام كبيرة جدا. ولكن سوء تصرفهم وأنانيتهم وطمعهم وديكتاتوريتهم وعملهم ضد بلديهما اي الاثنين ” دحلان والحلبوسي ” كانت سببا بإسقاطهم .وللتذكير فمحمد دحلان من حمايةً وخدم ياسر عرفات ومحمد الحلبوسي من حماية ورعاية الكرابلة! اي الاثنان جيء َ بهم من الصفوف مابعد الخلفية !
ثانيا :-يعتقد محمد الحلبوسي أنه اذكى الأذكياء بحيث تسلق سريعاً ووصل فأصبح رئيساً للبرلمان ولديه هاجس صدام حسين الذي جاء من الصفوف الخلفية فتسلق ووصل إلى منصب رئيس الجمهورية .فبات الحلبوسي يعيش هوس السلطة بحيث اصبح يبحث عن دولة هو رئيسها ففكر وانهمك بموضوع ( اقليم الأنبار ) بحيث اصيب بالغرور المرضي في هذا الموضوع. بحيث حتى الاعلام اعطاه إلى زوجته ” نوارة ” القادمة من قناة الشرقية ومحفل سعد البزاز والتي كانت احد الأسباب الرئيسية في سقوط الحلبوسي. وايضاً كانت احد الاسباب بتكثير اعداء الحلبوسي وكراهية معظم العراقيين لهما بسبب ممارسات زوجته التي وصل بها الغرور ان تقدم نفسها ( السيدة الاولى ) في العراق ، ووصل بها الغرور ان تؤسس لمشروعها الموازي لمشرع زوجها الحلبوسي وفتحت له ميزانيات ضخمة واعلام ممول بطريقة خرافية … ونسى الحلبوسي ان كل هذا الصعود السريع ورائه جهات كبيرة وليس بذكائه مثلما يعتقد هو وتعتقد زوجته وان تلك الجهات استشعرت خطر الحلبوسي على مصالحها وتاريخها وما تريده من العراق !
ثالثا :- وعندما حوصر الحلبوسي بأزماته السياسية والقانونية والطائفية والمناطقية ودخل في ازمة حقيقية اي ( اصبح مأزوم ) سارع ليؤسس إلى إعلام يدافع عنه خصوصا عندما فشلت زوجته بهذا واحترقت هي الأخرى . واذا بادواته الإعلامية والوجوه التي اعطاها مهمة الدفاع عنه في وسائل الإعلام ركيكة وغير مملوءة وليس لديها الحجج المقنعة بالدفاع عنه فزادت في مشاكله وعزلته وكثرة خصومه. فأصبح الحلبوسي مثل مقاتل فقد جميع أسلحته فبات لا يفرق بين الصديق والعدو !
رابعا :وحتى لم ينجح الحلبوسي بوضع خطة ( سياسية وإعلامية ) لإسقاط خصومه في الساحة السنية بشكل خاص وفي الساحة العراقية بشكل عام . فهو لم يجرؤ على تسليط الأضواء وكشف مخطط خصومه ( السيادة وحسم وعزم ) على ان لديهم مشروع خطير في العراق وهو مشروع ( تنظيم الاخوان المسلمين الدولي / فرع العراق) برعاية دولة قطر وتركيا( ومعهم خط بعثي) ويريدون خطف رئاسة البرلمان ليتم تنفيذ هذا المشروع وهو مشروع مُحسّن عن ( تنظيم داعش ) اي انه تنظيم بلا لحى وسواطير…. هل تعلمون لماذا لم يفعل الحلبوسي ذلك ؟ لانه يخاف من تركيا. ولأنه على اساس ذكي فأبقى على شعرة معاوية عسى يحصل على ( لطعه) من هؤلاء . ألم أقل لكم يعتقد الحلبوسي هو اذكى الأذكياء .ولكن بالحقيقة هو اناني وعاشق للسلطة. فصار هذه الايام مهووس جدا بأن يجد له حصانه وتحت اي عنوان ليحمي نفسه !
خامسا :-ومن خلال تحليل السلوك السياسي للحلبوسي يتبين بوضوح انه مُسيّر وأنه كان يُلقّن فيفعل بدليل عندما رفعت يدها الجهات التي كانت تُسيره وتُلقنه بات مراهق سياسي وليس لديه اي ذكاء ولا دهاء ،وفقد جميع اوراقه اخيرا بحيث ذهب مهرولا (لنوري المالكي) ان يرعاه ويعلمه. ونصحه الاخير ان يدعم المرشح العجوز السلفي ( محمود المشهداني ) وفعل ذلك اي اصبح تلميذا عند المالكي .لان نوري المالكي ليس الحلبوسي. فهو يراقب اي المالكي ويعرف ان في جوف ( الخنجر وحلفائه من عزم وحسم ) مشروع خطير للغاية وهو جعل العراق بديلا عن مصر ليكون وطناً وملاذا للإخوان المسلمين ليكبروا ويكبروا ويمتدوا من العراق نحو تغيير النظام في الأردن وفي الكويت مستقبلا. وهذا ما انتبه له أمير الكويت اخيرًا وبنصيحة بريطانية فأنتفض وحلَّ مجلس الأمة وفي طريقه لتطويق تنظيمات الاخوان المسلمين وزج قادتهم في السجون اسوة بالإمارات والسعودية . وحتى مشروع التنمية العراقي الذي فتحه محمد السوداني لدولة قطر وتركيا لتكون فيه سوف يتداعى ( وتذكروا كلامي ) حيث هناك غضب بريطاني وغضب إيراني وهناك توجس صيني وعدم رضا أوربي وأميركي، وهناك رفض كويتي كبير !
مهلا .. عليكم انتظار فصل ( الفخار يُكسّر بعضه) !
لنا عودة لهذا الموضوع !
سمير عبيد
٢٥ ايار ٢٠٢٤