من المستفيد من قتل دونالد ترامب
بقلم : هادي جلو مرعي ..
هناك بالفعل من كان يتوقع حدوث شيء ما للمرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية والرئيس السابق دونالد ترامب الذي يواصل حملته الإنتخابية في مختلف الولايات، وبينما كان الرئيس جوزيف بايدن يثير السخرية في تصريحاته في قمة الناتو مطلع تموز، ويهدد ويتوعد وينسى ويتذكر على هواه وهو الذي كان محط سخرية كثيرين عندما فشل فشلا ذريعا في مجاراة ترامب في أحدث المناظرات الإنتخابية، كان المرشح الجمهوري المثير للإنتباه ترامب يلتقي في فلوريدا بالزعيم المجري أوربان الذي ترأس بلاده المجموعة الأوربية، وهو الٱخر كان مدعوا لقمة الناتو في واشنطن مع بقية الزعماء الأوربيين القلقين من عودة ترامب يوم 5 نوفمبر المقبل، وهو يواجه منافس مصاب بالخرف، بينما هم يرتعدون خوفا من القيصر الروسي الذي يذكره بايدن بدلا من ذكر أسماء ضيوف البيت الأبيض.
أوربان زار كييف، وزار موسكو، وإلتقى زيلينسكي وبوتين، ثم عرج على بكين، ومنها الى واشنطن، وكان مهتما بلقاء ترامب أكثر من إهتمامه بحضور قمة الناتو التي يمكن وصفها بأنها لاتقدم ولاتؤخر في وقت تتسارع فيه الأحداث، وتشير إستطلاعات الرأي الى تقدم ترامب على بايدن، وإن شعبيته في إزدياد واضح، ويلقى المزيد من التعاطف من القاعدة الشعبية للحزب الجمهوري، ويستقطب المترددين، بينما يزداد الإنقسام في الحزب الديمقراطي الذي يبدو إنه متردد في التعامل مع الحالة الصحية للرئيس بايدن الذي يتلقى إشارات متكررة من زعامات ديمقراطية ومن صحفيين ومانحين وفنانين تطالبه بالإنسحاب من السباق نحو البيت الأبيض، وستكون لحادثة إطلاق النار على التجمع الإنتخابي لترامب في بنسلفانيا تداعيات خطيرة ترفع من حدة التوتر والإنقسام بين الديمقراطيين والجمهوريين، وبين القواعد الشعبية للمرشحين ومؤيدي اليسار واليمين، وبدا ذلك واضحا في النقاش الحاد على مواقع التواصل الإجتماعي بين الأمريكيين الذين تبدو تعليقاتهم متشنجة للغاية وهم يتبادلون الإتهامات، ويلقون باللائمة على من يرونه مستفيدا من حادثة بنسلفانيا التي حادثة إغتيال سياسي بإمتياز.
من المستفيد من محاولة قتل الرئيس السابق والمرشح الحالي قبل يومين من مؤتمر الحزب الجمهوري في 14 يوليو الجاري الذي سيجمع على دعم ترامب؟
اليسار المتطرف الداعم لبايدن، والحزب الديمقراطي، والذي يهدد بمواقف متشنجة ضد ترامب، والذي بدأ الخوف والهلع يتصاعد في أوساطه من أداء بايدن المتردد والضعيف، وأخطائه المتكررة، وهفواته التي تثير السخرية عن الخصوم الأمر الذي أوصل ترامب الى قناعة بأنه لاحاجة به ليواصل حملته الإنتخابية مع هذا الأداء الهزيل من منافسه الذي يرفض الإنسحاب من السباق الرئاسي، ودعم عائلته له برغم مطالبات من نواب وزعامات ديمقراطية له بتجنب الكارثة، والإنسحاب، وإختيار بديل منافس لترامب وبسرعة خاصة وإن الإنتخابات تقترب وبسرعة، ويبدو ترامب مؤهلا للغاية، وبالتالي فإن اليسار المتطرف لم يعد له من خيار إلا التخلص من ترامب لأنه يدرك إن الهزيمة أمام اليمين أصبحت وشيكة. فترامب لوحده في السباق، مع وجود منافس مضحك كبايدن..
دول من أعضاء حلف الناتو ( فرنسا بريطانيا ألمانيا إيطاليا هولندا بلجيكا لوكسمبورغ رومانيا بولونيا لوكسمبورغ إسبانيا) ودول عدة في أوربا بمافيها أوكرانيا التي تشهد أكبر صراع عسكري منذ الحرب العالمية الثانية تنخرط فيه دول الناتو لمواجهة روسيا التي تكاد تكون أول المستفيدين من عودة ترامب الذي كان غالبا مايهدد بتفكيك الناتو، ويطالب الأوربيين بمساهمة مالية في الحلف بدلا من الإعتماد على المال الأمريكي، وسبق لترامب أيضا أن توعد بحل النزاع في أوكرانيا وجلب زيلينسكي الى طاولة المفاوضات مع بوتين الذي يزعم ترامب إنه يمتلك تأثيرا عليه، وهنا يكمن نوع الرغبة لدى الأوربيين أن لايروا ترامب ثانية، ويتمنون التخلص منه بأي طريقة ممكنة، بينما يصرح بايدن إن عودة ترامب كارثة، وإنه لن يسمح بعودته ولو على جثته. فالراغبون في غياب دونالد ترامب كثر في الولايات المتحدة وأوربا ودول أخرى يمكن أن تستثمر طريقة ترامب في التعاطي مع الأحداث لتحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية كانت تنتظرها.
بغض النظر عن صاحب اليد التي أطلقت النار على ترامب فإن أمريكا تسير وبسرعة نحو مواجهة سياسية وإعلامية وقد تنتقل الى الشارع حيث اليسار الذي يحمل السلاح واليمين الذي سبق له أن أعد العدة لمواجهة من نوع ما..
أنت مارأيك، وهل تتمنى أن تتصاعد الأحداث في أمريكا، أم تذهب الى الهدوء؟