أسواق العراق مفتوحة للمنتجات الأردنية
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا توجد دولة عربية ولا دولة اجنبية قررت إعفاء بضائع دولة اخرى من الرسوم الجمركية باستثناء القرار العراقي الذي صادقت عليه حكومة الكاظمي باعفاء المنتجات الأردنية (الصناعية والزراعية) من الرسوم الجمركية والرسوم الضريبية. فقد فتح لهم الكاظمي أسواق العراق كلها، ومنحهم التسهيلات المطلقة لتسويق بضاعتهم كيفما يشاءون، وكان يعلم انه ارتكب مخالفة صريحة وجريئة لقانون حماية المنتج الوطني العراقي. .
بمعنى آخر ان البضائع والمنتجات والسلع المختومة بعبارة (صنع في الأردن) معفاة من الرسوم، حتى لو لم تكن أردنية، وحتى لو كانت قادمة من دولة اخرى لكنها مرت بالأردن مرور الكرام، فمنحوها تأشيرة الدخول إلى العراق بعد ان طبعوا عليها عبارة (Made in Jordan). .
لم تحتج وزارة الصناعة، ولا وزارة الزراعة، ولا وزارة التجارة، ولا وزارة المالية، ولم تحتج الاحزاب الوطنية، ولم يحتج اعضاء البرلمان العراقي باستثناء نائب واحد فقط، وكان في حينها هو المطالب الوحيد بحقوق القطاع الصناعي الخاص. .
المضحك المبكي في هذا القرار انه لا يتضمن المعاملة بالمثل، فالبضائع العراقية لا تدخل الاردن إلا بشق الأنفس، وبعد ان تدفع الرسوم والأجور والعوائد والبخشيش والإتاوات. .
والأغرب من ذلك كله ان الأردن التي وضعت ارضها وسماءها تحت تصرف القوات المعادية للعراق، وكانت تنطلق منها فلول الدواعش، وتقيم الأعراس والاحتفالات للارهابين الذين فجروا انفسهم بأحزمة ناسفة داخل المدن العراقية، تحظى اليوم بدعم استثنائي لا يخطر على البال. فقد قرر كبار القوم ترحيل نفطنا إلى المصافي التي سوف يبنيها العراق على نفقته في ميناء العقبة، بما يسمى مشروع (بصرة – عقبة) أو مشروع (سوء العاقبة). وربما ينقلون لهم الكبريت والفوسفات. .
كم تمنيت ان يخرج علينا عبقري واحد من عباقرة القوم ليبين لنا الجدوى الاقتصادية المترتبة على إعفاء البضائع الأردنية من الرسوم. وكم تمنيت ان يبين لنا هذا العبقري الاسباب والمسببات والدوافع والغايات المترتبة على ترحيل نفطنا إليهم. لماذا لا تبادر السعودية او الكويت او قطر بترحيل ثرواتها النفطية إلى الأردن ؟. .
المثير للدهش ان الأردن شمرت عن سواعدها في التصدي للصواريخ التي كانت في طريقها لدك دفاعات اسرائيل، وهي التي فتحت لها الجسر البري لتجهيزها بالغذاء والدواء. بينما اسرائيل نفسها تبيع الماء للأردنيين بالعملة الصعبة. فلماذا نبيعهم نفطنا برخص التراب ؟، ولماذا نفتح لهم اسواقنا ؟. وما هي الاسرار الخفية التي تقف وراء هذه الصفقات المريبة وغير العادلة ؟. .
وفي الختام لا يسعنا إلا ان نردد قوله تعالى: (ومن كان في هذه اعمى فهو في الآخرة اعمى وأضلّ سبيلا). .