ماهي نقاط قوة “كامالا هاريس” وماهي السياسات المتوقعة لها!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا: جميعنا تابعنا التريث والتأخير بدعم ترشيح السيدة كامالا هاريس لخوض الانتخابات الاميركية بديلا عن الرئيس جو بايدن من قبل الشخصية الأهم في الحزب الديموقراطي وهو الرئيس الأسبق باراك اوباما وزوجته ميشيل” لا سيما وان الأخيرة كانت لديها طموح هي وزوجها ان تكون هي المرشحة لخوض الانتخابات بديلا عن الرئيس بايدن ضد ترامب” . وبالتالي فلو لم يعرف ويقتنع باراك اوباما ان المرشحة هاريس هي اختيار المؤسسات العميقة والمهمة في أمريكا لِما بادر إلى دعم هاريس.بحيث من شدة ألمه من فقدان فرصة ترشيح زوجته ميشيل لم يلتقي مع هاريس بل دعمها من خلال “مكالمة هاتفية أجبر عليها ” .وهاريس المحامية والخبيرة في القانون كانت ذكية جدا بحيث سجلت المكالمة على الهواء وبثتها أمام الرأي العام لكي لا يذهب اوباما الذي عُرفَ بخبثه في خلط الأوراق سراً فيحاول نكران تأييده .ومثلما أتهمه صديق مسيرته الرئيس بايدن قائلا أن ( اوباما يعمل بالخفاء ووراء كل شيء صار ضدي ) !
ثانيا : مصدر قوة السيدة كامالا هاريس ان زوجها يهوديا ” من جهة الأبوين” وخبير في القانون وهو ” دوغ امهوف” وليس ضده شوائب وملفات. وهذا يعني ان الدوائر الصهيونية المتطرفة التي تحركها اسرائيل ومنظمة الايباك لا تستطيع التأثير والتشويه ضد هاريس بحكم زوجها اليهودي والفاهم لألاعيب تلك الدوائر .وفي نفس الوقت ان زوجها اليهودي خبير في القانون وهذا سند كبير جدا للمرشحة هاريس . وايضا هناك طرفا ثالثاً هو عنصر مهم لدعم السيدة هاريس وهي بنت زوجها الناشطة جدا وسط الشباب ضد الحرب في غزه وتدعم المدنيين والنساء والاطفال في غزة وعضو في المنظمات الشبابية التي نشطت في الجامعات ضد حرب غزة . اي ان عند السيدة هاريس ” سفير نشط بينها وبين الشباب الاميركي الرافض للحرب / ان صح التعبير / وهي بنت زوجها “
ثالثا : السيدة هاريس أول مرشح أميركي في الولايات المتحدة يفصل موقفه بين إسرائيل وفلسطين ، واول شخصية أميركية منذ اليوم الاول يعلن قناعته ب” حل الدولتين ” ولايخفى دعمه للفلسطينيين في غزة وفي قضيتهم . واول مرشح وشخصية أميركية تعلن انها( تحارب الاسلامفوبيا) اي تحارب الكراهية ضد الاسلام وهذا عنوان مهم للغاية . وللأسف تم التعتيم على هذا الموضوع من قبل الإعلام الاميركي الذي يديره اليمين المتطرف .و الاعلام العربي والاسلامي اعلام فاشل هو الاخر لم يسلط الضوء على ذلك. لان 80٪ من الاعلام العربي والاعلام الاسلامي تشرف عليه وكالة التنمية الاميركية.
رابعا: فباتَ واضحاً أن السيدة كامالا هاريس ذاهبة لتأسيس حقبة مختلفة تماما عن حقبة الرئيس بايدن وعن كثير من الرؤساء الأميركيين . ونتوقع سوف تكون سياسيات السيدة هاريس باتجاهين مهمين”1+2” واتجاهات اخرى :
1-سوف تُصحح أخطاء السياسات الاميركية في العالم وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط ، وسوف تعمل جاهدة لتغيير النقد والنظرة السلبية العالمية للولايات المتحدة بسبب فشلها في العراق ( ومن هنا سوف تصحح الاخطاء الاميركية الجسيمة في العراق ومنها اعطاء العراق إلى إيران والى جماعات ثيوقراطية وفاسدة وفاشلة وكانت سببا رئيسيا بنقد العالم لواشنطن وفشل الديموقراطية في العراق) ونتوقع ان السيدة هاريس ( والتي استلمت الملف العراقي قبل 6 أشهر تقريبا ) ستكون داعمه جدا للسفيرة الاميركية الجديدة في العراق السيدة ” تريس جاكوبسن”التي هي اول سفيرة بصلاحيات واسعة بحيث لن ترجع بقرارتها إلى وزارة الخارجية وستكون الحاكم الأعلى في العراق وقائد مشروع التغيير بدعم مباشر من كامالا هاريس. ونستطيع القول ان التغيير قادم وبإشراف ودعم هاريس وحينها ستدخل في قلوب العراقيين والمنطقة !
2-سوف تنهج سياسات جديدة في الشرق الأوسط ستجعل العالم ينسى سياسات الرئيس بايدن. واولها سوف تجد إسرائيل سياسات جديدة وصارمة وكذلك سوف تجد ايران وحلفاءها في المنطقة والعراق سياسات صارمة جدا . وسوف تُبرّد العلاقة مع الرئيس الاوكراني زلينسكي من جهة و تُرخي الحزم ضد روسيا من خلال اعطاء الضوء الاخضر للأوربيين ان يجدوا حلا للحرب الاوكرانية بدعم أميركي من تحت الطاولة وبالفعل شرع الاوربيين بالفعل بذلك .
3- وسوف تحرك المياة الراكدة مع الصين بمبادرات تثمر عن لقاءات تؤسس إلى الثقة والتسكين بين البلدين ستكون نتائج هذا التسكين تبريد جبهة تايوان ورفع الفتائل حولها !
4- سوف تلتفت إلى الداخل الاميركي بسياسات تطمينية إلى الشباب الاميركي وقضايا الهجرة ودعم المرأة والصحة وغيرها لتقوية الفئات الوسطى ضد الاغنياء وما تمليه الشركات الكبرى !
الخلاصة :
سوف تعمل هاريس جاهدة لتفريغ يد خصمها ترامب من الأوراق المهمة اللي يناور بها في الشرق الأوسط ،وفي الداخل الاميركي، وتجاه روسيا واوكرانيا والصين . وكلما تضايق ترامب وفرغت يده من الأوراق سوف يتحول إلى ثور هائج ويرتكب الاخطاء وهذا ما تراهن عليه هاريس وفريقها اي اللعب على اعصاب ترامب المغرور !
سمير عبيد
27 تموز 2024