السينما العراقية ..أرث مجيد والحاضر والمستقبل الى أين !!!!؟
بقلم : سمير السعد ..
تُعَدُّ السينما العراقية واحدة من أقدم السينمات في العالم العربي، حيث انطلقت شرارتها الأولى في أربعينيات القرن الماضي، إلا أنها شهدت تراجعًا كبيرًا في العقود الأخيرة. هذا التراجع يعود إلى مجموعة من العوامل المعقدة التي تشمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد. لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: إلى أين تتجه السينما العراقية؟ وهل هناك أمل في نهضتها من جديد؟
واجهت السينما العراقية منذ التسعينيات تحديات وأزمات متتالية أدت إلى انحسارها بشكل كبير. فالحروب والصراعات الداخلية أثرت بشكل مباشر على صناعة السينما، فضلاً عن تدمير العديد من دور العرض وقلة الإنتاج السينمائي، بالإضافة إلى هجرة الكفاءات الفنية إلى الخارج بحثًا عن بيئة أكثر استقرارًا.
والأوضاع الاقتصادية المتردية أيضًا كانت عاملًا رئيسيًا في تدهور السينما العراقية. حيث أصبح تمويل الأفلام وإنتاجها أمرًا شبه مستحيل في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد. كما أن غياب الدعم الحكومي لهذه الصناعة أسهم في تعقيد الوضع.
من هنا جاءت علامة الاستفهام الكبرى مابين الماضي والحاضر ، فإن العراق يمتلك إرثًا سينمائيًا غنيًا وأسماء لامعة في تاريخ السينما العربية. أفلام مثل “الملك غازي” و”الأسوار” و”المنعطف” لا تزال تُذكر باعتبارها أعمالًا فنية تركت بصمة كبيرة في تاريخ السينما. هذا الإرث يمكن أن يكون نقطة انطلاق لإعادة بناء السينما العراقية من جديد.
في الوقت الحالي، بدأت محاولات فردية من بعض المخرجين الشباب لإنتاج أفلام تتناول القضايا الاجتماعية والإنسانية التي يعاني منها المجتمع العراقي. هذه الأفلام غالبًا ما تحظى بتقدير في المهرجانات الدولية، لكنها لا تجد نفس النجاح على الصعيد المحلي بسبب قلة دور العرض وانعدام الدعم. ومن وجه نظر ان الرؤية والآمال
للنهضة السينمائية في العراق تحتاج إلى مجموعة من الخطوات الجادة التي تبدأ بوجود إرادة سياسية لدعم هذا القطاع، بجانب إنشاء صناديق تمويلية لدعم المخرجين الشباب والمبدعين. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك توجه لإعادة بناء دور العرض السينمائي وتحديث البنية التحتية التي دمرتها الحروب.
كما أن استقطاب الكفاءات العراقية التي هاجرت إلى الخارج يمكن أن يشكل دفعة قوية لإحياء السينما العراقية. هذه الكفاءات لديها خبرات متراكمة يمكن أن تُسهم في نقل السينما العراقية إلى مستوى أعلى.
في الختام، ورغم كل الصعوبات، تظل السينما العراقية تمتلك إمكانيات كبيرة للنهضة من جديد إذا ما توفرت الظروف المناسبة. التفاؤل موجود، والطموح لا يزال حاضرًا بين أجيال جديدة من المبدعين العراقيين الذين يسعون إلى إعادة إحياء هذا الفن الراقي. ربما تكون النهضة قريبة، ولكنها بالتأكيد تحتاج إلى جهود جماعية ودعم مستمر من جميع الأطراف المعنية أولها الدعم الحكومي وأملنا كبير بذلك في ظل حكومة السيد السوداني التي بدأت بخطوات مهمه في مجالات متعددة عسى ان تشمل هذا القطاع بالدعم والرعاية ..