تأسيس حزب وولادة زعيم
بقلم : هادي جلو مرعي ..
حدثان مهمان للغاية وتاريخيان، وإرتبطا بتاريخ ومستقبل الكورد في المنطقة والعالم.
الأول تمثل بولادة السيد مسعود ملا مصطفى بارزاني يوم (16/8/1946) في مدينة مهاباد -كوردستان ايران، تحت راية كوردستان. فقد تزامنت ولادته مع يوم تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، واقامة الكيان السياسي الكوردي الجديد أي جمهورية كوردستان في مهاباد التي لم تدم سوى مدة قصيرة من الزمن. مقتبس
الثاني هو تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في 16 آب عام 1946 بقيادة مصطفى بارزاني، في البداية كان إسم الحزب هو (الحزب الديمقراطي الكردي) ولكن في المؤتمر الثالث بتاريخ 26/1/1953 المنعقد في مدينة كركوك تقرر تغيير الإسم إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني.. مقتبس.
مر النضال الكردي من أجل تحقيق تطلعات تلك الأمة بمراحل عدة، ولعل العلامة الأبرز على ديمومة ذلك النضال رغبة حكومات دول الشرق الأوسط التي تمتد فيها الجغرافية الكردية في صهر هذه القومية بالقوميات الأخرى الفاعلة والقوية والحاكمة، وتغييب الهوية التاريخية القومية والثقافية لهذه الأمة المتجذرة التي قدمت تضحيات إرتبطت بتاريخ من الإبادة الجماعية في حروب وإنتفاضات، ولعل الشيخ عبد السلام كان أول من قاد الحركة النضالية بعد خلافته لوالده في قرية بارزان، وطالب بحقوق وثوابت، وقاد إصلاحات مجتمعية من بينها منع تزويج القاصرات، والفصل في المنازعات. ورغم مواقفه في مساندة الدولة العثمانية في حروب البلقان بدوافع دينية، لكنه لوحق بسبب مطالباته بحقوق الكورد، وتعرض الى الإعدام، لكنه ترك أثرا عظيما نتج عنه ديمومة حركة النضال والوجود القومي الذي واجه تحديات مريرة وحروبا ومعضلات وتهجيرا ومقابر جماعية ومذابح تتكرر عبر العصور.
تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، وولادة الرئيس مسعود البرزاني في يوم واحد لم يكن متفقا عليه حتما، ولكنه صدفة وقدر تاريخي. فسار الحدثان متوازيان مع بعضهما، والوليد الذي صرخ صرخة الحياة الأولى في يوم تأسيس ذلك الحزب صار زعيما له وراسما لسياساته، ووصل معه الى تأطير ذلك الكفاح بتشكيل نظام حكم يواجه معارك وتحديات ومتغيرات إقليمية ومحلية، ولكنه يستمر لأنه بني على أساس الإيمان بنهضة تلك الأمة التي تتعايش مع قوميات كبرى في الشرق الأوسط، ولكنها تحافظ على هوية تاريخية وثقافية وجغرافية جامعة.