السوداني يتعرض للاغتيال على طريقة اغتيال الكاظمي!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:قلتها في التلفاز مراراً،وقلتها عبر مقالاتي مراراً أيضاً أنَّ(من يتحالف مع جماعات الإسلام السياسي في كل مكان وليس بالعراق فحسب فهو لايمتلك عقلاً وساذج سياسياً)وقلت ايضا (لو كنت امتلك حزباً في العملية السياسية في العراق فلن أتحالف مع احزاب وحركات الإسلام السياسي حتى لو أعطوني رئاسة الحكومة داخل ضريح الأمام العباس ع )وهذه الحقيقة عرفتها من تجربة طويلة راقبتها وعشتها لسنوات في المعارضة العراقية ضد نظام صدام الديكتاتوري ورأيت ماذا فعل الإسلاميون، وراقبتها عن قرب منذ عام 2003 وحتى الآن وشاهدت ماذا فعل الإسلام السياسي في العراق والمجتمع (وهذا السبب الذي جعلني أرفض جميع عروضهم التي عرضوها علينا خلال 21 سنة هم وشركائهم من غير الإسلاميين)وبقيت مستقلا ومراقباً لمسيرتهم الكارثية ..ولله الحمد!
ثانيا:فقط السيد الكاظمي هو الشخص الوحيد والطرف الوحيد الذي أخذها من احزاب وحركات الإسلام السياسي التي هيمنت على القرار السياسي والاداري في العراق منذ عام 2003 وحكمت العراق بطريقة مكتسبه من خلطة عجيبة غريبة من (نظام الكنيسة في العصور الوسطى باوربا،ونظام محاكم التفتيش في اسبانيا،وحكم الحشاشين بزعامة حسن الصبّاح)فأخرجوا نظامهم السياسي الغريب والعجيب.فاخذها منهم الكاظمي وهو لم يمتلك حزباً ولا عشيرة سياسية وانا اعتبرتها قدر رباني واختبار للشعب ليرى قرارهم (وكان الكاظمي بطلاً بامتياز)وكان يفترض ان تلتف حوله جميع القوى المعارضة والقوى الوطنية وتقويه وتحميه كونه انتشل البلاد والعباد من هيمنة الإسلام السياسي نحو الخط(الليبرالي العلماني)ولكن لم تفعل ذلك القوى الوطنية والمعارضة ففشلت بالاختبار الرباني(وهنا لا اعني ان الكاظمي قديساً..ولكن اللحظة التاريخية كانت اختبار رباني)فذهب الكاظمي ويبدو مضطرا ليتحالف مع (جزء من الإسلام السياسي الذي يجيد التلاعب بالشعارات) فخدع الكاظمي وتآمروا عليه فأسقطوا(حلمه وحلم المجتمع) وانتقاما من الكاظمي جعلوه اللص الاول في العالم، وجعلوا منه هو صدام حسين وعلي كيماوي وأشبعوه تسقيطا ،بحيث حملوا الكاظمي جميع سرقاتهم لثروات البلاد واصول الدولة منذ 2003 حتى 2020.ولا زالوا يشوهون ويسقطون بالكاظمي علما كان يغدق عليهم وكانوا شركاء بحكومته.والهدف من هذا التسقيط والتشويه لكي لا يكررها غيره ويأخذها منهم.فتم اغتيال الكاظمي سياسيا واخلاقيا واجتماعيا من قبل جماعة الإسلام السياسي.
ثالثا:يعتبر السيد السوداني تلميذ في مدرسة الاسلام السياسي وتلميذ في مدرسة حزب الدعوة.وبسبب ذلك شبع مناصب ودلال منذ عام 2003 صعودا حتى وصل لمنصب رئيس الحكومة “حكومة شكلها الخاسرون”التي منحها لهم السيد الصدر بعد انسحابه الغريب وتخليه عن 73 نائبا في البرلمان.فشكلوا حكومتهم برئاسة السوداني الذي خاطب الشعب العراقي(أنا رئيس حكومة الإطار)وأوعد الشعب ببرنامج سياسي عظيم اول فقره فيه محاربة الفساد وستكون حكومته حكومة خدمات وبناء ورخاء ( فتبخر البرنامج وتحولت الخدمات إلى مجسرات قاتلة للبيئة ومدمرة لمعالم بغداد.والفساد تضاعف وتغول بطرق خرافية فليس موضوعها هذا).وحال ما أصبح السوداني له شعبية خلال السنة الاولى بات يفكر بالولاية الثانية(وهذا ديدن جميع رؤساء حكومات الإسلام السياسي)واصبح يؤسس لحزبه وجمهوره وكيفية الانفراد بالسلطة (ولكنه وقع باخطاء كارثية وهي اعطاء ظهره لجميع الذين وقفوا معه قبل ان يكون رئيسا للحكومة اي تخلى عنهم،واعطاء ظهره لبرنامجه السياسي،وتحالفه الغريب مع الخنجر وتركيا وقطر ،وتأسيسه للقبلية كنظام حكم ، وسكوته عن فساد وزرائه وعدم وفائه لوعوده ومنها “محاربة الفساد والتغيير الوزراي” وتأسيسه لنظام مالي ضخم لدعم الجيوش الإلكترونية ودعم المواقع والحسابات وگروبات الواتساب وسط صدمة الجميع ،وتعيين عشرات المستشارين،وعدم محاسبة ظاهرة الفاشينستات والابتزاز فظلم قادة عسكريين كبار ..الخ )
رابعا:ثم وصل السوداني لمرحلة اعطاء ظهره لبعض القوى الفاعلة والشخصيات الفاعلة داخل الاطار والتي لعبت دوراً في إيصاله لكرسي الرئيس. وذهابه لبعض القوى داخل الاطار ليتحالف معها.من هنا شعرت بعض القوى وبعض القادة داخل الاطار بخطورة السوداني عليها وعلى مستقبلها السياسي(من وجهة نظرها )ومباشرة تذكروا أنه من الداخل وليس من المعارضة العراقية “من الخارج”وبالتالي غير أمين ويخطط ليأخذها منهم/ فمباشرة تذكروا الكاظمي واعتبروا السوداني يسير على خطى الكاظمي فيجب ايقافه) فأشتغل موسم التشهير والتسقيط والتسريب ضد السوداني وختموها بشبكة (التنصت والتجسس)اي اخترقوا مكاتب السوداني وعرفوا كيف يطوعونها لخدمتهم.فتم اغتيال السوداني سياسيا واخلاقيا واجتماعيا.ولاندري مالذي سوف نسمعه في الايام القادمة من فصول اخرى.ودون النظر لسمعة العراق !
سمير عبيد
3 ايلول 2024