لو كنتُ ” نتنياهو ” !!
بقلم : فالح حسون الدراجي ..
رغم جراحنا النازفة دماً وألماً في لبنان، ورغم مزاجي المتعكر منذ أيام، وحالة الكآبة التي تمسك بقلبي من تلابيبه، لكني – مثل أي عراقي- أستطيع – بما املك من مخيلة مستعدة لإنتاج الفرح، وما تتوفر لي من أدوات وقدرة فنتازية – التخلص والتملص من شراك وأسوار الحزن، والهروب نحو ضفاف التخيل، بل والوصول أيضاً إلى منطقة (التحشيش) ..!
وهكذا (حششت) على مزاجي، وتخيلت نفسي (نتنياهو) – مع الإعتذار لنفسي وذاتي الإنسانية الكريمة من هذا التشبيه- إذن أنا الآن (نتنياهو) رئيس وزراء الكيان الصهيوني حشاكم.. واسمحوا لي هنا ان أنقل لكم ما يدور في خاطري من رؤى وافكار سرية لاتسمح لي الظروف بتنفيذها أو اعلانها حتى.. وأن اقول لكم بصراحة – باعتباري صرت نتنياهو – كل ما احبه وما اكرهه وما اتمناه وما لا اتمناه أيضاً ..
وقبل أن أقول ذلك، دعوني اولاً أشكر جميع أنظمة الحكم العربية، على مواقفها (الاخوية) تجاه (دولة) إسرائيل، وطبعاً يتساوى في ذلك أصحاب المواقف (الأخوية) المعلنة، و المخفية.. فهذه الأنظمة الطيبة (الحبابة) التي لم ترمِ حجراً واحداً تجاه مدننا، أو حتى معسكراتنا، رغم ما فعلناه في لبنان وقبلها غزة، بل إن بعض هذه الأنظمة قدمت لنا دعماً استخبارياً ولوجستياً رائعاً تستحق عليه الشكر.. وهنا قد يعترض على كلامي وزير الأمن القومي (بن غفير)، ويقول إن أنظمة الحكم في الجزائر واليمن والعراق وسوريا أنظمة معادية لنا، فكيف تشكرها يا ( بيبي) ؟!
وطبعاً، فأنا لم ولن أجيب على هذا المجنون الذي يعترض وينتقد ويسأل في كل صغيرة وكبيرة، إنما سأكتفي بنظرة واحدة اليه، نظرة ذات معنى، كأني أقول له فيها (إسكت ولك، إنت شمفهمك بالسياسة)؟!
والآن دعوني أكمل توجيه كلمات الشكر التي اتمنى توجيهها، لكني لا استطيع قولها علناً، فأضطر إلى قولها أمامكم -وأنا واثق أنكم لن تذيعوا هذا السر-إن جميع أنظمة الحكم الإسلامية تعد من وجهة نظري داعمة ومؤيدة لنا، سواء كان تأييدها مباشراً او غير مباشر، وعذراً عن عدم ذكر أسماء هذه الدول، لأني قلت لكم : ( جميع الدول الإسلامية)، وأظن أن هذا يغنيكم عن ذكر التفاصيل والأسماء..!
وهنا سينهض (التافه) سموتريش وزير المالية -والكلام لم يزل لنتنياهو – معترضاً، ليقول: ” كيف تشكر الدول الإسلامية يا بيبي، وفيها من يريد إزالة (إسرائيل)، ومحوها، بل ورمي اليهود في البحر”؟!
ولأن سموتريش (تافه) كما قلت لكم، فلن أعيره أية أهمية، لكني سأجيبه بكلمتين عراقيتين عاميتين معروفتين جداً في الشارع الشعبي العراقي، وهما 🙁 إنچب مطي) ..!
وبعد ان أشكر أنظمة الحكم السياسية في الدول العربية والإسلامية، سأتوجه بالشكر والتقدير إلى الكثير من وسائل الإعلام العربي، لاسيما الإعلام الذي وقف معنا بقوة، سواء ونحن نذبح الاطفال والنساء والشيوخ في غزة، او في لبنان، حيث ارتقى (شرف) هذا الإعلام إلى مستوى المسؤولية – خصوصاً في حربنا على لبنان- ، بل وفاق (شرفه) ما كان متوقعاً وأكثر..!
لقد رأيت قنوات فضائية عربية -والكلام لم يزل لنتنياهو ايضاً- متحمسةً جداً لعمليات القتل في الضاحية وجنوب لبنان- حتى أن بعضها كانت تبث وتنشر وتغطي بالصور والفيديوهات أدق نتائج ضرباتنا، وترشدنا بشكل مباشر او غير مباشر، إلى الاهداف التي نجحنا في إصابتها وتدلنا أيضاً على بعض الاهداف التي فشلت أو أخطأت صواريخنا في اصابتها في عمليات القصف.. ناهيك من فسحها المجال أمام المحللين والناطقين العسكريين والسياسيين الاسرائيليين الصهاينة ، والظهور بشكل واسع ودائم ومباشر على شاشات القنوات العربية، وهو امر كان مستحيلاً من قبل، فضلاً عن استضافة الكثير من المحللين والسياسيين والخبراء العرب (المتصهينين)، الذين يسهمون في رفع معنويات جيشنا التي هبطت الى الحضيض، بفعل ضربات حزب الله القوية، وبقية الأذرع (المقاومة)، وبهذا يقدم هؤلاء المحللون العرب المتصهينون- خدمة كبيرة لجيشنا الاسرائيلي، و لبلادنا التي تنحدر نحو الانهيار ..!
هنا أقول، مادام الحديث يدور، والمعارك تجري، والإعلام يتفاعل مع الوضع في لبنان- اود ان اتقدم بشكري أيضاً للكثير من الزعامات السياسية والحكومية والعسكرية (الرسمية) اللبنانية، وذلك للمواقف والتصريحات الداعمة لنا، أو الموافقة (ضمناً ) على ما نفعله بقيادات حزب الله من اغتيالات وتفجيرات في الضاحية او في الجنوب، ومن بين هذه المواقف (الشجاعة) المعلنة ياتي موقف الدكتور سمير جعجع في المقدمة ومعه الكثير ايضاً.. والشيء نفسه يقال عن اصحاب المواقف الداعمة لنا سراً كمواقف فؤاد السنيورة ورفاقه، بل وحتى وليد جنبلاط نفسه الذي ربما يؤيد اعمالنا العسكرية في السر، لكنه يندد في العلن.
ولا يفوتنا توجيه الشكر إلى مئات الجواسيس والعملاء في لبنان، سواء أكانوا من ورثة وابناء جيش سعد حداد وأنطوان لحد (العميل)، أي اولئك الفتيان الذين ورثوا من آبائهم العمالة وخدمة إسرائيل، او الذين جاؤوا من مناطق وفئات وملل أخرى، بما في ذلك بعض العاملين في بيئة حزب الله نفسها، أي الذين تطوعوا كجواسيس وعملاء قدموا عوناً فذاً لنا في عمليات الاغتيال والتفجير الأخيرة التي وقعت في صفوف حزب الله، ومناطقه السكنية..!
وهنا قد يسألني بعضكم ويقول: ( أشو يا بيبي ما شكرت ماما امريكا)؟! وأنا أقول: إذا كنت أنا ( بيبي)، وأمريكا ( ماما)، كيف تريدون مني أن أشكرها، وهل هناك (بيبي ) شكر امه على رعايتها له؟
والسؤال الذي تأخر عليكم، هو من أحب ياترى، ومن أكره؟..
وكي اكون صادقاً معكم، أنا لا أحب أحداً في الدنيا، لكني احترم بن غوريون ومناحيم بيغن وگولدا مائير وإسحاق شامير وشارون، فلولا هؤلاء لما بقيت دولة اسرائيل..
أما الذين اكرههم فهم كثيرون جداً، لكن أكثرهم هو (حسن نصر الله، ويحيى السنوار والشيوعيين).. ! فمثلاً أكره نصر الله لانه دمرنا وارعبنا، وأذلنا، بل وأطاح بسمعتنا وهيبتنا إلى الحضيض، أما كرهي للسنوار فيعود إلى جحوده، لأننا كنا قد أجرينا له عملية جراحية كبيرة عندما كان سجيناً لدينا، ازلنا فيها من مخه ورماً كبيراً حتى تعافى تماماً، وبدلاً من أن يشكرنا قام بقتل أطفالنا وخطف نسائنا في 7 أكتوبر.
أما الشيوعيون، فأمرهم عجيب وغريب معنا، لذا أحب هنا أن اوجه سؤالاً لكل الشيوعيين، لاسيما شيوعيي العراق، و لكل اليساريين والتقدميين في العالم، أقول فيه : – لماذا أنتم تكرهونني، ولماذا تكرهون كيان (اسرائيل)، وتمقتون الحركة الصهيونية منذ نشوئها حتى هذه الساعة، ولماذا تؤججون الشوارع والساحات الشعبية ضدنا اليوم، ولماذا تقودون التظاهرات والتجمعات، وتصدرون البيانات وتكتبون القصائد وتنتجون الاغاني الوطنية والأناشيد ضدنا، سواء في العراق أو في لبنان أو في أغلب دول العالم، لاسيما في جامعات وميادين امريكا واوربا، حتى وصل الأمر إلى ميادين وساحات وجامعات اسرائيل ذاتها؟.