امريكا تغرق وبايدن يستغيث
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ليس لدينا أدنى شك أن مصير امريكا سوف يكون مثل مصير (عاد) التي أهلكها الله بريح صرصر عاتية. أرسلها في سبع ليالٍ وثمانية أيام متتالية. .
فبعد مرور عام كامل على حملات الابادة الجماعية، وبعد موافقة امريكا على توجيه أشرس الغارات ضد الاحياء الفلسطينية المأهولة بالسكان، وبعد امتلاء المقابر بجثث الاطفال والمدنيين. وقف (بايدن) متفرعناً على الشعوب والأمم، متبجحاً متفاخراً بين جيوشه، زاعماً ان لا احد يستطيع الصمود بوجه امريكا، ولا قدرة لجيوش العالم على مواجهة أساطيلها البحرية والبرية والجوية، فجاءه الرد الفوري من المنتقم الجبار بإعصار غير مسبوق، تتقدمه الأمواج العنيفة التي ضربت سواحل فلوريدا بارتفاعات وصلت إلى 15 قدماً. كانت تجري بسرعة مخيفة بلغت 300 كيلومترا بالساعة. .
جاءهم إعصار (ميلتون) بعد أسبوعين فقط من إعصار (هيلين) الأكثر حصدا للأرواح (قتل ما لا يقل عن 230 شخصا في عدة ولايات)، وضرب البر الرئيسي في السواحل الرخوة. كانوا يظنونه الأقوى منذ إعصار كاترينا في عام 2005. حتى جاءهم (ميلتون) زاحفا بقوة في خليج المكسيك لينسف توقعاتهم كلها. .
تسابقت العائلات لمغادرة المنازل. تهافتت على شراء المعدات الضرورية. أغلقت المتاجر أبوابها تحسباً للكارثة. انتشرت الدوريات الفيدرالية لحث الناس على الجلاء والهروب والإفلات من الموت المحتوم. باتت الأوضاع خطيرة جدا هناك. حيث لا جدوى من المعالجات الترقيعية، فالوقت ينفد بسرعة مع اقتراب (ميلتون) الذي تزايدت قوته الضاربة ليصل إلى التصنيف الأقوى بين الأعاصير والعواصف. .
ربما تغرق فلوريدا كلها عندما تصل قوة الموجة البحرية إلى ارتفاع 4.5 متر فوق السطح، فيما قد تتراكم مياه الأمطار على ارتفاع يبلغ 38 سم. .
حالة من الذعر تسود الولايات المهدد بالدمار. محطات الوقود فارغة. الطرق مزدحمة بالعجلات الهاربة من الكارثة. ثلاثة ملايين يعيشون في خليج (تامبا) الذي يقع في طريق الإعصار. تركوا كل شيء وراءهم ولاذوا بالفرار. على مسافة ليست بعيدة عن هذا الخليج يقع مقر القيادة المركزية الأميركية الوسطى المسؤولة عن العمليات والحروب في الشرق الأوسط، في مكان يحمل أسم: (قاعدة ماكديل الجوية). وبينما تستعد فلوريدا للدمار الذي يحمله إعصار ميلتون تتلقى أجزاء من أوروبا ضربات مباشرة من عاصفة (كيرك)، وذلك تزامنا مع احداث كبرى سوف تقع في عموم كوكب الارض. .
صورة مرعبة تذكرنا بقوله تعالى: (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازَّيَّنت وظن أهلها انهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون). .