مصلحة الشعب ام مصلحة الحزب ؟
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تُهدم الحضارات عندما ينصت الناس إلى السياسيين بدلا من المفكرين. . ألا ترون كيف اختلطت الأهداف، واختلفت النوايا، وتداخلت المواقف الحزبية، وتبددت المصالح الوطنية، وعصفت بنا الخلافات، وتكاثرت لدينا جيوش التسقيط السياسي ؟. .
ألا ترون كيف تتغير اسماء الاحزاب في مواسم الانتخابات ؟، وكيف تتبدل من سنة إلى أخرى ؟. هل رأيتم أو سمعتم بأحزاب بلا تنظيم داخلي، وبلا جريدة خاصة، وبلا اجتماعات دورية، وبلا درجات حزبية وبلا قواعد جماهيرية ؟. .
وهل لاحظتم كيف ان معظم الاحزاب المنتشرة في العراق على اختلاف ألوانها وتوجهاتها وقومياتها وميولها، هل لاحظتم انها صارت تهتم بنفسها، وتحرص على منافعها ومكاسبها ومغانمها ودكاكينها ؟. هل لاحظتم انها صارت تضع مصلحتها الخاصة فوق المصالح الوطنية العامة ؟. .
معظم الاحزاب المتنفذة في العراق صارت تأتينا كل يوم بحلة جديدة، وبصورة تختلف عن صورتها المألوفة. ومعظم القادة يدعون في بداية الأمر إلى الإصلاح، والى اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، ويهتفون باسم الجماهير الغفيرة المتلهفة للحصول على الحد الادنى من الخدمات، لكن ذاكرتهم السمكية تتغافل عما كانوا يطالبون به، في الوقت الذي يحرصون فيه على توفير الدعم والحماية لعناصرهم المتربعين فوق عروش المناصب العليا. ولا يظهرون اي اهتمام للانتقادات مهما كانت معززة بالأدلة والبراهين؟. .
انظروا كيف يتنافسون على المناصب والمراتب والدرجات في المواقع التنفيذية، لا من اجل تطويرها والارتقاء بها نحو الأفضل، وانما من اجل البحث عن العقود والصفقات والمقاولات. ومن اجل الاستحواذ على مواردها. .
لا شك انهم يعلمون علم اليقين انهم تسببوا في استئصال اواصر الثقة بينهم وبين الشعب، وأنهم باعوا الصاية والصرماية، وابتعدوا تماما عن السواد الأعظم من الناس. .
كانوا يدركون تلك التداعيات ويعلمون بها. فلجأوا إلى الاعتراف بكل الأخطاء والهفوات والإخفاقات، بيد انهم واصلوا السير في دروب المحاصصة، حتى ابتعدوا تماما عن الأنظار، من دون ان يتركوا أي أثر طيب في نفوس العراقيين. .
ولات حين مندم. .