أنظمة كارتونية وحكومات خفية
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
في بلد من بلدان الكواكب المرتبطة بمجموعتنا الشمسية. في ذلك البلد البعيد وقعت حادثة نلخصها لكم هنا لكي نستمد منها الدروس والعبر. .
فبعد عناء طويل في الغابة نجحت الضواري الكاسرة بصيد حمار ساقته حوافره إلى عرين الأسود. فقال كبيرهم الضيغم: لا تقتلوه دعونا نرعاه ونتبناه، فوافق الليوث وحشد غفير من اللبوات على تبني ذلك الحمار اليافع حتى يضمنوا ولاءه كاملا لهم، فنشأ وترعرع بينهم حتى بلغ اشده، فأعادوه إلى قطيع الحمير كزعيم مدعوم من القيادة المركزى للأسود. هابته الحمير وسارعت لتعظيمه، فكل من يخالفه او يعصيه يُقبض عليه إلى حين موعد زيارة الأسود ليقدمه لها مشويا على مائدة الطعام، وهكذا ارتاحت الأسود من عناء الصيد، ووجدت في الحمار وسيلة لتحقيق مآربها وأمانيها من دون ان يبذلوا جهدا. اما بالنسبة للحمار حامل النياشين والأوسمة، فقد كان أسداً بين الحمير، وحماراً بين الأسود، وكان مخدوعا بمكانته الرمزية الزائفة، ويظن انه اصبح قويا بفضل دعمهم له، ولم يدرك انه مجرد اداة لتحقيق اهدافهم. .
لكن اللافت للنظر ان بعض أقطار كوكب الأرض فيها زعماء وقيادات وكيانات سياسية وعسكرية تحمل صولجانات القوة والبطش، لكنها قوة زائفة، تفتقر إلى المقومات الوطنية الصلبة. انهم اسياد في جمهوريات الموز لكنهم مجرد احجار على رقعة الشطرنج الدولية، تتلاعب بها القوى الظلامية العظمى كيفما تشاء. .
قبل مدة وقعت بيدي صورة قديمة يظهر فيها اربعة من شباب المسلمين كانوا يدرسون في دورة تدريبية واحدة داخل مدينة لندن. والأربعة هم: معمر القذاقي من ليبيا، وعيدي أمين من أوغندا، وعبد ربه منصور هادي من اليمن، ومعاوية ولد سيدي احمد الطايع من موريتانيا. . ما هذه الصدفة التي جمعت هؤلاء الشباب في معهد واحد ليصبحوا هم الرؤساء الأقوياء بعد عودتهم إلى بلدانهم ؟. .
وصورة اخرى جمعت ثلاث فتيات في سن المراهقة. كانت الاولى: (أنجيلا ميركل) التي تربعت بعد سنوات على عرش السلطة الألمانية. والثانية: (تريزا ماي) التي اصبحت رئيسة وزراء بريطانيا. والثالثة: (داليا غريبا) التي ترأست دولة لتوانيا. .
لا ريب انها ليست صدفة، ولا يمكن التسليم بانها كانت لعبة من ألعاب القدر. ولا يمكننا الإيمان بحكاية الفيل الطائر. فالعقلاء في كوكب الأرض يعرفون بوجود حكومات خفية تبسط نفوذها على معظم أقطار العالم. حكومة تحمل إسم (SMOM) لكنها غير موجودة كدولة على الخارطة، وليست لديها حدود فوق الارض، وليس لديها سكان، ومع ذلك لديها شعار رئاسي، وعلم احمر بهلالين، وسلام وطني، ولديها سفارات في معظم بلدان العالم، منها 16 سفارة في البلدان العربية والإسلامية، لكن سفاراتها مغلقة دائماً. وهناك نظام عالمي آخر يدعى: (NWO) يسعى للتحكم بسكان القارات كافة، ناهيك عن مراقبة الاخ الأكبر (Big Brother) المنشغل يرصد كل شاردة وواردة عبر البحار والمحيطات. ونترك لكم حرية البحث عن الكيانات والأنظمة الخفية، لكي تفهموا أبعاد ما يجري هنا وهناك. . وسوف تكتشفون ايضاً اننا مجرد كومبارس في مسرحية خرافية لا ندري متى بدأت وكيف ستنتهي ؟. .