ما سر هجماتهم ضد كاظم فنجان ؟
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هل لاحظتم انه كلما ضاقت السبل بحيتان الفساد، وكلما وقع احد أفراد عصاباتهم في شر أعماله استنفروا مضخاتهم الإعلامية لإلهاء الناس بتوجيه الاتهامات الملفقة ضد شخص بعينه ؟. وهل لاحظتم ان الوزير الأسبق والنائب السابق (كاظم فنجان الحمامي) هو المستهدف الدائم والوحيد في كل الهجمات المفتعلة، والتي يراد منها إلهاء الناس والتشويش على عقولهم ؟. .
فعندما افتضح امر سرقة القرن كان (فنجان) هو البديل الذي استهدفته مدافع السوشل ميديا. وعندما فاحت روائح المليارات (22 مليار دولار) من صفقات ترميم خطوط السكك الحديدية تساقطت قنابلهم فوق رأس (فنجان)، وعندما انتشرت التسريبات الصوتية لرئيس هيئة المستشارين كان (فنجان) هو البديل الجاهز لتفعيل حملات التشويه والتسقيط. وسوف تستمر حملاتهم بنفس الوتيرة المتصاعدة. .
ولكن لماذا وقع اختيارهم على (فنجان) دون غيره، ولماذا ناصبوه العداء منذ عام 2016 ؟، وما سر هذا الاستهداف الشخصي المكثف والموجه ضد رجل بلغ من العمر عتيا (73 سنة) ؟.
واليكم الجواب:-
اولا: ان (فنجان) شخص متواضع ومستقل. لا ينتمي إلى اي كيان حزبي، ولا يعمل داخل خيمة السيرك السياسي. .
ثانياً: انه من الجنوب. من مدينة غير مستعدة للدفاع عن أبناءها، بل انها تضمر العداء لكل رمز من رموزها، حتى لو كان (فنجان) من اقوى الداعمين لأبناء مدينته. .
ثالثا: انه قدم إنجازات كبيرة تمثلت بارتفاع ايرادات وزارة النقل، وتنفيذ مشروع إسكان الموظفين، وكان من اقوى المطالبين بحقوق المتقاعدين داخل البرلمان، واقوى المطالبين بحقوق الصناعيين. .
رابعا: انه كان منفردا مستقلا في قراراته، ولم يتلق الأوامر الخارجية من احد، بل انه نسف اركان المحاصصة المغروسة داخل تشكيلات وزارة النقل. .
خامسا: انه ظل يواصل كتابة مقالاته ضد المؤسسات المنحرفة، وسجلت مقالاته رقما قياسا في تعداد المتابعين. ولديه اكثر من اربعة ملايين قارئ في موقع (الحوار المتمدن). .
سادسا: انهم يعلمون عندما يستهدفون (فنجان) لا احد يدافع عنه، ولا احد ينتصر له باستثناء القلة القليلة من أصدقاءه وزملاءه. .
اما الحكم الغيابي الأخير فصدر ضده بناء على معلومات غير دقيقة بدعوى انه رفض التعاقد مع شركة اجنبية لتجهيز طائراتنا بالوقود في اوروبا، فلا طائراتنا كانت تحلق هناك، ولا طائراتنا بحاجة إلى التزود بالوقود من هناك، ولا (فنجان) له علاقة بهذا الأمر وذلك بشهادة محضر التحقيق الذي اعتمدته وزارة النقل هذا العام (2024)، ومع ذلك كانت قناة الشرقية تلعلع بنشر الخبر بمعدل 100 مرة باليوم، وبتوجيه من مضخات التشويه والإلهاء. .
ختاماً: ليس الخطر ان يتفجر الصراع بين الحق والباطل، بل عندما يفقد الناس الإحساس بالفرق بين الحق والباطل. .