بين الذاتي والمؤسساتي !
بقلم : حسين الذكر ..
قبل مدة نشرتُ تغريدة تحدثت بها عن ملف النظافة وكيف كان لها تحفيز وتوجه خاص بمدارس أيام زمان حتى رسخت في اعماقنا الباطنة ووعينا الظاهر وأصبحت جزء من سلوكياتنا العامة وما انعكس منه على ادائنا الشخصي بمخلف ملفاتنا الحياتية وانتماءاتنا الاجتماعية اذ ان منهجية المسؤول وشعارات المدرسة وتوجيهات ادارتها .. وكذا الضخ الإعلامي التلفازي والصحفي فضلا عما كانت تشكله ثقافة منشورات ومطبوعات الأطفال الأسبوعية والشهرية … ولا ننسى دور المعلمين المؤثر في تنمية وترسيخ وتحفيز تلك التعليمات التوجيهية التي وان لم تكن فيها مواد اساسية مركزية بحتة الا انها تعد جزء من الثقافة العامة والمواطنة الصالحة والأداء الوظيفي التعليمي المسؤول ذاتيا .
فوجئت ان احد الاخوة في بعض الكرويات قد رد على تغريدتي قائلا : ( ان النظافة ليست مسؤولية الحكومة بل هي مهمة وثقافة ذاتية يتعلمها الفرد في الاسرة وينشأ عليها تلقائيا وضرب مثلا لنا في اوربا التي قال انه يسكنها منذ ثلاثين عام ولم يشاهد أداء حكومي في ذلك بل هي تادية مواطنة طيعة ).
رددت عليه قائلا : ( اننا نتحدث عن بيئتنا العراقية وليس الاوربية ثم ان الاسرة جزء من مجتمع وهذا المجتمع لا يثقف ويتعلم بيوم وليلة وانما من خلال تربية وتعليم اجيال متلاحقة تعد نتيجة طبيعة للاستقرار السياسي ولبرامج حكومية استراتيجية بعيدة المدى ) .
هنا يمكن لنا ان نتحدث عن ملف النفايات – على سبيل المثال – التي تزداد كمية الفرد العراقي من مخلفاته اليومية جراء تحسن المدخولات وزيادة الاستهلاك بمختلف شؤون ومفردات الاحتياجات الحياتية .. مما جعل مسؤوليتنا مشتركة حكومية مؤسساتية قائمة على تشكيل اللجان وتحديث وسائل المعالجات وابتكار الطرق واستخدام التحفيز والمحاسبة والمتابعة والرقابة .. سيما بما يتعلق باجيال مجتمعية عاشت في ظل الازمات منذ عقود طويلة جعل إمكانية التثقيف الذاتي فيها صعبة معقدة بصورة تبقى المؤسسات هي الاقدر على التبني والتحفيز والتطور بمثل هكذا ملفات خدمية بما يعد نتيجة طبيعية لتربية الأجيال وتعلميها وتثقيفها بشكل مستمر وبما يمكنهم من أداء دور وطني قادر ان يحسن أداء الفرد الطوعي والنوعي والكمي خدمة لمجتمعه وتوفير الكثير من الأموال والجهود الحكومية التي ينبغي ان توظف بإمكان وخدمات أخرى .