أخطر رسالتين خلال 24 ساعة ضد ايران وتركيا!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:
أصبح بحكم المؤكد أن إيران تعرضت إلى زلزال بل تسونامي في منطقة الشرق الأوسط عندما فقدت تأثيرها في القضية الفلسطينية اولا . وعندما فقدت نفوذها في غزة ولبنان وسوريا وأكيد ستفقد نفوذها في العراق واليمن ايضا وهذا ثانيا ، وتعيش القلق المرعب من جهة أذربيجان وهذا ثالثا . وهذا كله بسبب السياسة الاستعلائية والكولونيالية التي أتبعتها إيران خلال السنوات الماضية في العراق وسوريا ولبنان واماكن اخرى . بحيث حتى التكابر والشعارات التي اطلقتها وتطلقها ايران بعد سقوط نظام الأسد على انها جهزت 130 ألف مقاتل لتصحيح الأوضاع في سوريا ماهي إلى شعارات غير محسوبة وشعارات غوغائية . ردت عليها تركيا من خلال أذربيجان التي هددت إيران على لسان رئيسها قبل اكثر من اسبوع. وردت عليها الادارة السورية باصدار تعليمات إلى الخطوط الجوية السورية وسلطة الطيران السوري بعدم حمل الإيرانيين والاسرائيليين إلى سوريا لانهم غير مرحب بهم في سوريا ( وهي رسالة واضحة عندما جعلوا ايران تساوي خطورة وعداوة إسرائيل وبالعكس ) .وكذلك اصدرت الادارة السورية الجديدة بمنع دخول اي منتج إيراني وروسي وإسرائيلي إلى الأراضي السورية ( اي تحريم السوق السورية على ايران وروسيا وإسرائيل / اي هو حصار اقتصادي وتجاري ضد هذه الدول من جانب دمشق ). وهذه كلها ضربات متتالية ضد طهران !
ثانيا :
روسيا التي تعرضت للخداع التركي في سوريا لن تنسى ما فعلته تركيا في سوريا ،ولن تنسى غدر اردوغان بالرئيس بوتين وباتفاقية ستانا . لهذا استعدت موسكو واستعد بوتين لرد الصاع صاعين ضد اردوغان من خلال ليبيا التي تتمركز في عاصمتها طرابلس حكومة تابعة لأردوغان وتركيا، ومعظم رجالها من تنظيمات الاخوان المسلمين، ويحمونها المرتزقة السوريين القادمين من التنظيمات المتطرفة والإرهابية برعاية تركية …اضافة لوحدات تركية .بحيث ذهبت موسكو لتضع مخطط ( دعم الجنرال الليبي خليفة حفتر ) ليكون رجل كل ليبيا وليس اجزاء من ليبيا فقط .وان اجتياح جيش الجنرال حفتر المرتقب وبدعم روسي للعاصمة طرابلس مسألة وقت ( اي سوف تتدحرج حكومة الاخوان المدعومة من تركيا في طرابلس اللييية )وبعدها ستساوم روسيا تركيا على مصالح روسية في سوريا وهكذا!
ثالثا:-
تابعنا جميعا البرود الإماراتي تجاه احمد الشرع ” الجولاني ” وادارته في سوريا .وكذلك القطيعة المصرية تجاه احمد الشرع ” الحولانبي ” وادارته في دمشق ( وكل من الامارات ومصر لهما أسبابهما وحساباتهما تجاه دمشق ). وشاهدنا التنسيق الإماراتي المصري ومن خلال اعلى المستويات في البلدين .وموسكو من هناك دخلت على الخط للتنسيق مع مصر والامارات في الموضوع الليبي وفي موضوع الرد ضد تنظيم الاخوان الدولي بقيادة الرئيس التركي اردوغان .وبالفعل سارع الرئيس المصري السيسي لاستقبال الجنرال الليبي خليفة حفتر ” وكان استقبال رئيس وليس مواطن ليبي عادي” .وكانت رسالة السيسي واضحة عندما اكد علىً ( ضرورة منع التدخلات الخارجية وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا ) وهنا يقصد التوغل التركي ،وكذلك يقصد المرتزقة السوريين وتنظيمات الاخوان المسلمين الذين يدورون في الفلك التركي .
رابعا :-
ولكن تركيا لم تسكت كعادتها فعرفت كيف ترسل رسالتها الموجعة إلى ايران الحليف القوي للرئيس بوتين . وكذلك عرفت كيف توجه رسالتها إلى بوتين نفسها بعنوان ( خذ حذرك فدول اسيا الوسطى قوميتها وثقافتها تركية ) عندما قررت انقره ايفاد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى العاصمة الأذرية باكو.. والذي على مايبدو مناقشة الملف السوري بدليل تصريح السلطات الآذرية قائلة (أذربيجان تؤكدأنها ستقدم الدعم المطلوب للإدارة السورية الجديدة وللشعب السوري) وهذه رسالة واضحة جدا ضد إيران وبعلم من إسرائيل الحليف القوي لأذربيجان !.
الخلاصة :
١-هل ستشتعل الخاصرة الإيرانية من جهة أذربيجان وحينها ستجد إيران نفسها في ورطة خطيرة تجعلها تعلق جميع طموحاتها في العراق واليمن والدول العربية وتكرس جهودها بالدفاع عن نفسها من جهة الجبهة الأذربيجانية ؟
٢-وهل سيتصاعد ربيع ( قومي تركي ) في دول الستانات الخمسة في اسيا الوسطى وتكون قنبلة خطيرة ضد روسيا وايران لا سيما وان هناك كنز الثروات في بحر قزوين وهناك ارمينيا الحليف لروسيا وايران !؟
سمير عبيد
٢٠ يناير ٢٠٢٥