كربلاء.. اقتراب موجة تغيير حقيقة لا يمكن إيقافها!!
بقلم : تيمور الشرهاني ..
في ظل التحولات العميقة التي يشهدها المشهد السياسي والاجتماعي، بدأت ملامح وعي شعبي جديد تتشكل، حيث باتت أصوات الناس ترتفع ضد هيمنة القطب الواحد واستئثار العوائل الحاكمة بالسلطة. هذا التحول التدريجي في الإدراك لم يتوقف عند النخب المثقفة، بل بدأ يمتد ليشمل الطبقات العاملة والبسيطة، مما يشير إلى اقتراب موجة تغيير حقيقية لا يمكن إيقافها.
إن كربلاء، برمزيتها الدينية والتاريخية، أصبحت اليوم شاهداً على حالة من الغضب الشعبي المتزايد تجاه الفساد والعبثية التي مارستها غالبية أيادي السلطة المسيطرة على مر السنين. هذه المدينة، التي طالما كانت رمزاً للتضحية والعدل، تبدو على موعد مع بداية جديدة، قد تحمل معها نهاية حكم العوائل التي استأثرت بمقدرات الناس لعقود.
الوعي الشعبي المتنامي ليس وليد اللحظة، لكنه نتاج سنوات من معاناة عاشها الجميع، من المثقف الذي أدرك أبعاد الأزمة إلى العامل البسيط الذي لمس آثارها اليومية. هذا الحراك الفكري والاجتماعي يضع أمام الجميع مسؤولية تاريخية؛ فالتغيير لا يمكن أن يتحقق بجهود فردية، بل يتطلب توحيد الصفوف والعمل الجماعي لإحداث التحول المنشود.
كربلاء ليست مجرد مدينة في هذا السياق؛ إنها رمز لمعركة أزلية بين العدل والظلم، بين الحق والاستبداد. واليوم، تعيد هذه الرمزية إحياء الأمل في نفوس الملايين ممن يؤمنون بأن العدالة ليست حلماً بعيد المنال، بل واقع يمكن تحقيقه بإرادة الشعوب ووعيها.
سيما إن المرحلة المقبلة تتطلب من المثقفين دوراً مضاعفاً في توجيه هذا الوعي نحو مسارات إيجابية، بعيداً عن الفوضى والانقسام. كما أن على الإنسان البسيط أن يدرك أن صوته، مهما بدا ضعيفاً، هو جزء من معادلة التغيير. فالتاريخ يعلمنا أن الأنظمة التي تبني قوتها على الظلم والفساد، مآلها دائماً إلى الزوال عندما تنهض الشعوب وتستعيد حقوقها.
كربلاء اليوم ليست مجرد مدينة، بل هي رمز لنهضة شعبية تؤذن بنهاية دكتاتورية السلطة العائلية وبداية عهد جديد، حيث تكون الكلمة الأولى والأخيرة للشعب.