بلاويكم نيوز

معذرة حضرة المدير

0

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

عزيزي السيد المدير المكلف بإدارة واجهاتنا الخدمية: تحية طيبة
ينبغي ان تعلم أن بعض الموظفين ينجحون بمهاراتهم الذاتية، وبعضهم ينجحون بالتدريب والممارسة، وبعضهم يقفزون فوق السلم الوظيفي بنفاقهم وتملقهم، وهناك فئة تحقق التفوق بسبب غباء الآخرين وفشلهم. .
وأعلم حضرة المدير: ان من أشد الظلم أن تجعل التقييم الوظيفي ساحة لتصفية حساباتك الشخصية مع الصغير والكبير، فالمنصب الذي تشغله هو أمانة في عنقك، وليس وسيلة للانتقام من الذين يبغضونك. وتذكر دائماً أن التقييم الوظيفي لا يعكس فقط كفاءة الموظفين بل يعكس قبل ذلك نزاهتك أنت كقائد. لا تدع تحيزك يعميك عن الحقيقة، فالإنصاف هو أعلى درجات العدل المهني. .
وتذكر ان في كل قسم من أقسام دائرتك هنالك فئة تلوذ بالصمت وتراقب المشهد من بعيد. ولكن قد يصنع الصمت ما لا يصنعه الكلام، وقد يعالج البعد أموراً لم يستطع القرب علاجها. .
عندما سأل الصحفيون رئيس وزراء اليابان عن سر نهضتهم ؟. اجاب قائلاً: نحن لا نمتلك عقولاً خارقة لكن لدينا معادلة بسيطة. هي:
علم + اخلاق + عمل = نهضة. .
نعم هذا صحيح، فالأمم البدائية تتفاضل فيما بينها بالقوة، فإذا ارتقت تفاضلت بالعلم، فإذا بلغت القمة، تفاضلت بالأخلاق. من هنا يتعين على كل موظف ان لا يتسابق مع الحمير، لأنهم لو هزموه سيكون حماراً خاسراً، ولو فاز عليهم فسيكون أفضل الحمير. .
فالغباء أخطر بكثير من الشر، لأن الشر يأخذ إجازة زمنية ثم يعود بعد سنوات، أما الغباء فيترك رواسبه على السقوف والجدران وفوق الأرصفة. لقد انقرضت الديناصورات منذ قرون، بينما حافظ الحمير على سلالتهم. وهذا دليل على ان البقاء في بعض البلدان محسوم للاغبى وليس للأفضل. .
ختاماً هنالك حكمة إسبانية تقول: إذا رأيت ظل الأقزام يزداد طولاً فاعلم أن الشمس أوشكت على المغيب. .
كلمة أخيرة: لقد تحدث معنا دعاة التوصيف الوظيفي في أكثر من مناسبة. أوهمونا ببعض الشعارات. قالوا لنا: ان العدالة الوظيفية آتية، وزعموا بعد مدة انها جاءت ثم ذهبت من دون أن نشعر بها، لكنها أخذت أعمارنا معها وطارت مع الريح. .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط