مزرعة الغزلان خالية من الغزلان
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
![](https://habzboz-news.com/media/2025/02/1000709713.jpg)
لو سألتهم عن المطربة (غزلان) صاحبة نظرية: (خذانه الواهس من بعيد)، ونظرية: (صدقوني ما مليتكم روحي حمامة بيتكم). لو سألتهم عنها لدلوك على عنوان الملهى الترفيهي الذي تعمل فيه بعد منتصف الليل لمعالجة ذوي العاهات الدماغية المستديمة. .
اما لو بحثتم عن الغزلان العراقية، وتوجهتم إلى إدارة المحمية الوطنية المخصصة لرعايتها، لقالوا لكم: انها انقرضت مثلما أنقرض الديناصور، وذلك بسبب ارتفاع معدلات التناطح فيما بينها، ولم يعد لها أي أثر، وهذه عبرة لكل المتناطحين والمتناطحات. لكن إدارة المحمية ظلت تعمل ليل نهار بموظفيها وبكل العاملين فيها، وظلوا يتقاضون رواتبهم ومخصصاتهم، ويلتزمون بنظام البصمة الإلكترونية حرصا منهم على الانضباط الإداري والمالي والوظيفي، وظلت أبواب الصرف مفتوحة لتغطية نفقات الأعلاف والأدوية لتأمين غذاء الغزلان المنقرضة، ولمواصلة العناية بها حتى لو لم تكن موجودة. .
تذكرني حكاية الغزلان المنقرضة بحكاية الوزة التي رواها الفنان المصري (حمدي احمد). يقول: كنا عام 1961 نؤدي مسرحية (المفتش العام)، وكنا نستخدم وزة حية ضمن أحداث المسرحية، وندفع كل يوم 25 قرشاً لصاحبة الوزة، فاقترحنا شراء وزة لترشيد النفقات. لأن العرض ممكن يستمر سنة أو سنتين. فبدلا من دفع 200 جنيه إيجار، نشتري الوزة التي لا يتجاوز ثمنها 5 جنيهات. فتم شراء الوزة على إنها ملكية عامة للدولة. وخصصوا موظف يرعاها، وموظف ينظفها، وموظف ياخدها المسرح كل يوم ويرجعها المخزن لأنها (عهدة). وفي يوم من الأيام، ماتت الوزة. فتحولنا كلنا إلى النيابة الإدارية. وانتشر الخبر بالصحف المحلية بعناوين كبيرة: (من قتل الوزة ؟)، و (من المسئول عن هدر المال العام ؟)، ثم أخضعوا الوزة النافقة للتشريح عند البيطري لمعرفة أسباب هلاكها. .
كانت تلك حكاية وزة واحدة فما بالك بمئات الغزلان التي انقرضت فجأة ؟. ولم يسأل عنها أحد. .
اللافت للنظر ان انقراض الغزلان كان متزامنا مع انقراض قطعان الحمير، التي قال عنها الشيخ (عداي الغريري): انها اكثر من 10 آلاف حمار من كل الأصناف والأحجام. فهل تناطحت هي الأخرى فيما بينها أم تحولت إلى تكة وكباب في مطاعم الدرجة الخامسة ؟. .