لقد “انتهت اللعبة “في العراق:-فلن ينفع الترقيع!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:- نستطيع القول ان اغلبية العراقيين فتك بهم الجهل المنظم والخرافة المدروسة والتي استخدمتها الطبقة السياسية التي حكمت العراق منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الساعة كأستراتيحية لترسيخ ثقافة العبودية والاستلام والتبعية للخارج ،وفرض ثقافة عبادة الأصنام السياسية والدينية بدلا من الله والعياذ بالله . ولهذا السبب اصبحت مهمة الإنقاذ صعبة للغاية. لان العراقيين أصيبوا بمتلازمة ستوكهولم وهي ” عشق جلاديهم وعشق الذين يسرقون بهم ويكذبون عليهم ” ( وان هذه الجريمة الكبرى اشترك فيها جميع الذين اشتركوا بهذا النظام السياسي المسخ ومنذ مجلس الحكم سيء الصيت وحتى الساعة ).. وبالتالي اصبح الشعب العراقي في حالة تيه ( وبالضبط مثل تيه بني اسرائيل )وهذا يعني ان العراقيين بحاجة إلى ” موسى عراقي” ان صح التعبير لينقذهم من هذا التيه .ولله الحمد لقد تحركت السماء وبركاتها اخيرا لصالح العراق كتربة مقدسة لتنظيفها من الدنس الذي ضربها منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الساعة .وها هي تباشير ازالة هذه الحقبة السياسية المريضة والفاشلة والفاسدة والتي تكره العراق اكثر من كراهية التتار والفرس للعراق والعراقيين !
ثانيا : نعم .. انها حقبة فاشلة غير منتجة لأي انجاز ، وغير منتجة لأي تجديد بدليل بقيت وبحميع حكوماتها تنتج نفس الوجوه الكالحة والفاشلة والمعزولة عن الواقع والناس وباستراتيجية ( اعادة التدوير وتغيير اسماء الاحزاب والحركات والتيارات التابعة لنفس المجاميع الفاشلة والعقيمة ) فبقيت الممارسة هي نفسها ،والسرقات هي نفسها، وكراهية البناء هي نفسها، وتدمير الاجيال والطفولة هي نفسها، وشعار سرقة ثروات العراق وإرسالها للخارج هي نفسها، وشعار ( ان لم تكن معي فأنت عدوي ويجب اغتيالك اجتماعياً وشخصيا ً) هي نفسها . من هنا عرف الاحرار العراقيين وجميع المحافل الدولية ان العراق في نكبة سياسية. وان العراق بلد منكوب سياسيا واقتصاديا وفيه الانسان بلا حقوق ومنتهك طول الوقت . من هنا تحركت السماء وانزلت بركاتها لتتوفر ارادة دولية لدعم العراقيين الاحرار ( ولأول مرة تكون بهذه الجدية وهذه المصداقية ) ليقودوا عملية التغيير ( التغيير الجذري ) للنظام السياسي الفاشل والقائم والذي تكلمنا عنه أعلاه مع محاسبة الجميع وبأثر رجعي، واعادة جميع ما سرقوه، ومحاسبتهم على جميع الانتهاكات ضد العرقيين وضد العراق وضد المنطقة . وتم تبليغ جميع دول العالم بكشف حساباتهم وحسابات عائلاتهم وادواتهم وتجميد جنسياتهم الاجنبية ومنع دخولهم لاي دولة بالعالم اثناء وبعد التغيير لكي يساقوا إلى المحاكم الخاصة ” محاكم مابعد التغيير” !
ثالثا : من هنا وعلى طريقة ترقيع نظام صدام حسين في آخر أيامه ، وعلى نفس ترقيع نظام الشاه الإيراني في آخر ايامه وعندما ( جاء بشخصية ليبرالية وهو “شاهبور بختيار” ليشكل حكومة إنقاذ وطنية ) ولكن بعد وقت قصير انهارت حكومة بختيار بسرعة، فاختفى عن الأنظار إلى أن استطاع الفرار إلى فرنسا في أبريل/نيسان 1979 وهناك تم اغتياله في فرنسا …وهاهم اي جماعة الإسلام السياسي وجماعة الاطار اتوا بشخصية عراقية إلى بغداد كانوا يتهموها بسرقة خزينة العراق، ويتهمون صاحبها بأنه عميل أميركي ومطبع مع إسرائيل ، وكانوا الليل بالنهار يشتمونه ويحملونه كل مآسي العراق واذا بهم يذهبون اليه حيث منفاه الاختياري ليتوسلوا به ان يعود لينقذهم من البئر الذي اسقطوا انفسهم فيه . وبالضبط على طريقة الشاه عندما جاء بشاهبور بختيار وكذلك على طريقة بشار الأسد عندما جاء برئيس حكومة من خارج حزب البعث ومنظومة القصر وهو ” محمد غازي الجلالي”والذي قاد الحكومة لأربعة أشهر ووصلت المعارضة إلى قصر بشار الأسد بغضون ١٠ أيام ( اي لم ينفع ترقيع بشار الاسد )
رابعا :-
وهذه الايام ذهبت الطبقة السياسية الحاكمة في العراق بقيادة الاطار واحزاب الإسلام السياسي لاستعمال وصفة شاهبور بختيار ووصفة محمد غازي الجلالي فأتوا بشخصية عراقية ليحاولوا انقاذ انفسهم ونظامهم السياسي الخائب والفاشل (فنقول لهؤلاء :- اللعبة انتهت The game is over
)فاذا كانت المعارضة السورية وصلت لقصر بشار الاسد ب 10 أيام ،فسوف تصل طلائع التغيير في العراق إلى قصور الفاسدين ومقراتهم بغضون 72 ساعة !
الخلاصة :
لقد انتهى زمن الحيل الطائفية ، وانتهى زمن الصفقات السياسية ، وانتهى زمن المحاصصة ، وانتهى زمن الشعارات الدينية والشعارات الوطنية وشعارات مقاومة المحتل .. لقد سقطت الأقنعة ، وسقط الذي كان يستر عورات السياسيين المعاقين في العراق !
فبدأ العد التنازلي…
وعلينا انتظار المشهد الدراماتيكي !
اللهم لا شماتة بالذي سيحصل ضد الطغاة وتجار الدين وبائعي الشعارات .. وضد الذين اذلوا الشعب ل 22 سنة !
وسوف يرفع رأسه العراق المقدس العظيم ، العراق العربي الموحد و الأصيل بإذن الله !
سمير عبيد
٢٨ فبراير ٢٠٢٥