كونوا صادقين معنا ولو لمرة واحدة
بقلم: كمال فتاح حيدر ..

خير الكلام ما قل ودل، لذا دعوني ادخل مباشرة في صلب الموضوع، واطالب السادة السياسيين والوزراء والوكلاء والقادة وكبار العرابين والنواب والمتفلسفين والمتشدقين في عموم العراق. أطالبهم بوجوب التحلي بالصراحة والوضوح والشفافية، حتى لا تختلط علينا الأوراق ونخسر الوقت والجهد، وحتى لا تلتبس علينا الأمور، نطالبهم ان يبينوا مدى عمق علاقاتهم المباشرة وغير المباشرة بحكومة أحمد الشرع في سوريا، فقد اكتشفنا من خلال منصات التواصل وجود زيارات قام بها بعض العراقيين بشكل رسمي، واحيانا بشكل شخصي، التقوا فيها الحاكم الأموي الخامس عشر (ملوك الدولة الأموية 14 آخرهم مروان الثاني). وتابعنا زيارة وزير الخارجية السوري (اسعد الشيباني) إلى بغداد. ولقاء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بنظيره الدمشقي، لكن الغريب بالأمر ان الوزير السوري عاتب العراقي على الظروف المعاشية الصعبة التي يعاني منها الأشقاء السوريين في العراق، في حين لم يعاتبه الوزير العراقي على المجازر التي تعرضت لها الأقليات العلوية والشيعية والمسيحية والكردية، رغم ان وزير خارجيتنا كردي 100%. .
اما اغرب ما سمعناه فهو البيان المشترك الذي توعد فيها الطرفان بمطاردة عناصر تنظيم داعش في العراق، رغم علمهما ان تنظيم (داعش) هو الأقرب للقادة الذين يديرون شؤون الدولة في معظم المدن السورية. .
يجري هذا كله على الرغم من الصيحات التي اطلقها منذ بضعة أيام الشيخ (مهدي الصميدعي) وحذر فيها من وجود خلايا ارهابية نائمة تعد العدة لارتكاب مجازر طائفية داخل المدن العراقية. .
وعلى النقيض تماما اتخذت الدولة الهولندية إجراءات حاسمة لإنزال اشد العقوبات ضد الناشطة الأموية (أسيل كاشف)، التي طالبت دواعش سوريا بتفعيل حملات الإبادة الجماعية ضد كل مسيحي أو شيعي أو علوي. .
وعلى السياق نفسه طالب نواب أتراك البرلمان التركي بوجوب التدخل لمنع المذابح والمجازر في الساحل السوري. لكننا لم نسمع بيانا واحداً من كتلة برلمانية عراقية (شيعية أو سنية أو كردية) تدين وتشجب وتستنكر تلك المجازر البشعة. .
لذا يتعين على كبار السياسيين في العراق ان يكونوا واضحين معنا فيما إذا كانت تربطهم علاقة حميمة مع النظام الأموي الجديد في سوريا ؟. وهل يتعين علينا ان نتجاهل صيحاتهم الموتورة: (قادمون يا كربلاء) ؟. وما نوع الدعم الذي سوف تقدمة الدولة العراقية للدولة السورية ؟. ولماذا ؟. .
أما إذا كنتم صحبة وكانت علاقتكم معهم دهن ودبس (سمن وعسل) فقولوا لنا حتى نغلق أبوابنا ونعتكف في بيوتنا مثلما اعتكف اصحاب الكهف. أو نجلس على قارعة الطريق ونغني: (يا ذيب ليش تعوي حالك مثل حالي). . .