عشاق ماما أمريكا
بقلم: كمال فتاح حيدر ..

ما هذا الحماس الذي انفردت به الغالبية العظمى من الشعب العربي في تأييدهم لهجمات ماما أمريكا على مواقع متفرقة في الشرق الأوسط ؟. .
فما ان تتحرك أساطيلها في البحر الأبيض المتوسط أو في البحر الأحمر أو خليج عدن أو في مضيق هرمز أو في حوض الخليج العربي حتى تجد الفضائيات العربية تهلل وتطبل وتستعين بالمحللين الذين يستبقون الأحداث، فيرعبونا بالضربات الموجعة التي سوف تسددها لنا القاصفات والصواريخ الفرط صوتية. والطامة الكبرى اننا نرى علامات السعادة والفرح ترتسم على وجوه بعض المتأمركين الذين يزفون (البشرى) بقرب الموعد المقرر لاحتلال العراق مرة ثالثة. واحياناً يصفقون للغارات الجوية التي تشنها ماما أمريكا على بعض المواقع العربية هنا او هناك. لدينا الآن اعداد هائلة من المتظاهرين بالتدين الشكلي يعتقدون ان ماما أمريكا هي المنقذ وهي المُخلّص، وبيدها الحلول الناجعة لكل المشاكل المستعصية. .
حتى الشعب الأمريكي نفسه لم يكن في يوم من الايام بهذا الحماس، ولم يكن داعما للتحركات العسكرية الأمريكية، وحتى حلفاء أمريكا في الناتو وغير الناتو لم يصل تأييدهم للأمريكان الى هذا المستوى الذي بلغه الشعب العربي المتأمرك. ولا توجد امة تتمنى خراب بيوتها مثلما تتمنى امتنا الخراب لبلدانها. واحيانا يأتي التدمير الذاتي العربي مقرونا بتوجهات دينية وفتاوى فقهية. .
وعلى السياق نفسه نرى الجامعة العربية تقف دائما موقف الحياد في معظم المواجهات الحربية وكأنها لا تدري بما يجري، وربما تتعمد التجاهل والتغافل. والغريب بالأمر ان بعض الأقليات العربية صارت تطلب النجدة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا لحمايتها من المجازر التي ترتكب ضدها في طرطوس واللاذقية وعلى امتداد الساحل السوري. اكثر ما يؤلم العلويين والدروز في الشام ليس ضراوة الفصائل (الجولانية) المسلحة بل يؤلمها صمت الشعوب العربية المتفرجة. .
يعتقد بعض العرب ان مجموع 5 + 5 ربما يساوي 55 إذا بايعوا البيت البيضاوي وناصروه. لا شيء اكثر خطورة من عقول متحجرة وقلوب ميتة ونفوس مريضة. .
رفعت الجلسة. . .