المستشفيات الاهلية وجشع الاطباء !
بقلم : حسن جمعة ..
صور شكلية وبنايات مزركشة بالوان زاهية تغري العيون وحسناوات يجلسن على طاولة كبيرة يستقبلن المراجعين اغلبهن بلغات شامية سورية ولبنانية والارضية تلمع كانها فركت بالياف النخيل وكراس انيقة تتوسط صالة كبيرة ورائحة معطرات الجو تملأ المكان بطوله وعرضه هذا بالظاهر ولمجرد غش القلوب ومقدمات لنخر الجيوب وقد تتعدى ذلك وقد تصل الى حد سلب الحياة هكذا هي صورة وواقع ما نسميها المستشفيات الاهلية التي انتشرت كالنار في ثوب امراة جميلة تلبس فستانا من نايلون لتحترق كأنها قشة تتفحم بسرعة كبيرة فاين مستشفيات الحكومة ؟ ولماذا لا تلمع بهذا الشكل ولا تتوسطها كراس انيقة؟ ولماذا لايستقبل المرضى نساء حسناوات بابتسامات مغرية او حتى رجال انيقون فجعلونا نذهب لتلك الجهات اللماعة المنخورة من داخلها ونترك المستشفيات الحكومية البائسة فهنا التربح لاالعلاج وهنا انهيار المعايير الصحية واستغلال المرضى دون رقيب حيث تحوّلت المستشفيات الأهلية في العراق من خيار بديل لدعم القطاع الصحي إلى مشكلة متفاقمة تهدد حياة المواطنين، وسط غياب واضح للرقابة من قبل وزارة الصحة. في ظل الفوضى التي تجتاح هذه المستشفيات، أصبح المرضى في مواجهة مباشرة مع تجاوزات كارثية، بدءًا من الخدمات الطبية الرديئة، مرورًا بالتشخيصات الخاطئة، وانتهاءً بالاستغلال المالي الفاضح. وبينما يتصاعد الجدل حول تفشي الفساد الإداري والطبي في هذا القطاع، يبقى السؤال الأهم: لماذا تقف الجهات الرقابية مكتوفة الأيدي أمام هذه الانتهاكات؟و هذا التجاوز انعكس بشكل مباشر على صحة المرضى الذين أصبحوا فريسة لعمليات طبية غير دقيقة، وأدوية غير مطابقة للمواصفات، ناهيك عن رفع أسعار الخدمات الصحية بشكل جنوني، وكأن هذه المستشفيات تُدار وفق منطق “التربح لا العلاج”.وخريجون بلا خبرة وأطباء وافدون.. كيف تدير المستشفيات الأهلية ملف التوظيف؟