بلاويكم نيوز

امة المليار تحميها قطة

0

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

ضجت منصات التواصل في عموم الديار العربية بالحديث عن قطة مصرية برية المنشأ، بأذنين طويلتين تدعى (الوشق)، قالوا انها انتفضت وحدها للذود عن حياض الامة العربية المجيدة، وتوجهت صوب خطوط المواجهة في سيناء، ثم تخندقت في محور فيلادلفيا، والتفت حول جبل حريف الحدودي، فتحولت في أنظارهم إلى بطل قومي، زاعمين انها هاجمت جنود الخياليم والحقت بهم الهزائم المنكرة. .
فشكرا لك يا (وشق) إن كانت الرواية صحيحة. ولا يسعنا إلا أن نقول: وا أسفاه على أمة فقدت إحساسها وباتت تتفاخر بحيوان. قالوا: عنده دم وإحساس، وعنده مشاعر قومية وإنسانيه. .
ربما لا يعلم البعض أن الوشق المصري حيوان بري متوسط الحجم من فصيلة السنوريات، التي تضم الأسود والنمور والفهود والقطط بكل أنواعها، لكن هذا الوشق يميل إلى الخوف من البشر، وعادة ما يفر إذا صادف أحدهم، ولا ندري كيف حوّله رواد السوشل ميديا إلى كائن خرافي عملاق يقتنص الاعداء ويفترس جنودهم ويتربص بهم، ويتحرك بخطوات استراتيجية مدروسة ومحسوبة، وربما لديه ارتباطات بالأقمار الاصطناعية ويتلقى التوجيهات عبر منظومات فائقة الذكاء تمنحه القدرة على القفز فوق جدران التحصينات الحدودية المكهربة. وما إلى ذلك من شطحات التخريف والتهويل. .
قالوا: ان الوشق شافهم متطفلين على ارضه فهجم عليهم ومزق اجسادهم بمخالبه. لكن هذا الوشق لم يحرك ساكنا عندما استباحوا سيناء بالطول والعرض ايام النكبة، والغريب بالأمر ان بعض المشايخ دخلوا على الخط، وراحوا يرددون قوله تعالى (وما يعلم جنود ربك إلا هو)، (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون). .
طيب . . . إذا كان الأمر كذلك فما الذي اضطركم أنتم إلى التخاذل والتراجع والتخلف عن نصرة أخوانكم ؟. ولماذا ترددتم في إسعافهم بالدواء والغذاء وإيصاله إلى المحرومين والمحاصرين ؟. لا ريب أن المجتمعات التي تكرم الاغبياء وتحارب العقلاء تبقى اسيرة للجهل والتخلف. .
ختاماً: يقول نجم الدين أربكان: (مليار ونصف المليار مسلم ينتظرون عودة طيور الأبابيل لتقضي على كتيبة صغيرة من جنود الأعداء. والله لو عادت الأبابيل لرجمتنا نحن بالحجارة). .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط