لحظات ايها العابرون
بقلم : هادي جلو مرعي …
كان إتصالا عاصفا، ويبدو إن المتحدث على الهاتف كان منفعلا، ويشعر بالضيق، وسبب لصديقه حرجا، فهو يريد مغادرة العراق على عجل، وحار الصديق في تلبية الطلب، وتطوع جليسه ليتصل بأحد المقربين طالبا توفير طائرة خاصة لتنقل المتصل الى عاصمة مجاورة، فهو مصاب بكورونا، وليست لديه ثقة بالخدمات الصحية في العراق، وكانت الطائرة المطلوبة تقلع في اليوم التالي عند الثامنة صباحا مع تهيئة طاقم متمرس ومضيفين ومضيفات، وطعام فاخر.
اللافت أن هذا الرجل المريض بكورونا وصاحب الأموال الطائلة والنفوذ توفي، وعاد الى العراق في صندوق خشبي، ولم تنفع الأموال، ولاالطائرة الخاصة، ولا السفر الى عاصمة أخرى، ولا مستشفيات الخارج في شفائه، وهذا درس مهم في مواجهة الحياة وتحدياتها، فالغرور ربما والأموال، وعدم اليقين، ونكران الله عوامل فشل وليست نهضة للروح والعقل الذي يفشل في آدراك حقائق الوجود، وطبيعة النهايات المتشابهة فالجميع الى (الحفرة سر) ولامنجى منك إلا إليك.