حبزبوز نيوز …
تبخرت الكهرباء مع بداية ارتفاع درجات الحرارة، ليدخل المواطن في دوامة البحث عن بدائل لتعويض الطاقة.
كانت المولدات الاهلية ومازالت المنقذ الأول للمواطن من لفحة الحر إلا أنها بنفس الوقت تسلب ما تبقى من راتبه الشهري.
25 الف دينار سعر الأمبير الواحد للاشتراك في المولدات الاهلية ويعني ذلك الاشتراك في 5 امبيرات عليه أن يدفع 125 الف دينار شهريا، وهو مبلغ يعادل ربما ربع راتب الموظف البسيط ونصف راتب اكثر الكسبة من المواطنين، في وقت ما زالت وعود مسؤوليها بتوفير الكهرباء خلال الصيف حبرا على ورق.
ويقول المواطن عباس زاهد صاحب سيارة اجرة في حديث لوكالة شفق نيوز؛ ان “الانقطاع المستمر للكهرباء اصبح كابوس لنا وللاسرة”، مشيرا الى انه “ما يحصل عليه من أموال خلال عمله في الشوارع المزدحمة تذهب الى جيوب أصحاب المولدات الذين باتوا ايضا يتسابقون في رفع اسعار الامبير نتيجة عدم وجود الكهرباء الوطنية في معظم الأحيان”.
ويؤكد زاهد؛ ان “الكهرباء اصبحت معضلة في العراق لا يمكن حلها”، مستدركا في الوقت نفسه أن “ما يقال من كلام معسول لكل وزير يأتي لتقلد وزارة الكهرباء بأنه مجرد تخدير وحبر على ورق”.
ويقول المواطن عمار حسين في حديث لوكالة شفق نيوز ان “وزارة الكهرباء في كل عام تدعي أن الصيف المقبل سيكون الأفضل في تجهيز الكهرباء الا ان بمجرد دخول الصيف حتى تبدأ بتسويق المبررات لعدم قدرتها بتوفير الكهرباء خلال الصيف”.
ويبين حسين ان “المواطن اصبح في حيرة من امره حيث يقوم بدفع اجور الكهرباء مرتين احداها لصاحب المولدة الاهلية والاخرى لصاحب الجباية الحكومية الذي يقوم الاخير بالتهديد في حال عدم دفع الفاتورة الكهرباء الغير موجودة اصلا”.
ويشير حسين إلى أنه “كان يسمع سابقا من أهله مثل يقال ان (الصيف ابو الفقراء)، غير أن هذا المثل تغير واصبح حاليا (الصيف ابو الأغنياء) بسبب انعدام الكهرباء الذي يدفع بالفقير إلى إعطاء كل ما يملك من أموال لغرض الحصول على الكهرباء ليقيه من حر الصيف اللاهب”.
اجندات داخلية وخارجية
ويقول الخبير الاقتصادي محمد الحسني؛ ان “الفساد المستشري هو السبب الرئيسي لبقاء الكهرباء بدون حل”، مؤكدا أن “ما تم تخصيصه من أموال لإصلاح المنظومة الكهربائية خلال الفترة الماضية يمكن أن تكفي إنشاء مدن عصرية متكاملة”.
ويضيف الحسني في حديث لوكالة شفق نيوز؛ انه “لا يمكن اعمار الكهرباء بالكلام فقط وانما تحتاج الى شركات كبيرة وعملاقة لحل المشاكل التي يعاني منها العراق سواء في التوزيع او النقل او الانتاج”، مستدركا في الوقت نفسه أن “هناك أجندات داخلية وخارجية مستفيدة، تدفع باتجاه عدم تطوير وإصلاح المنظومة الكهربائية”.
ويشير الحسني إلى أن “كل دول العالم اتجهت حاليا للحصول على الطاقة الكهربائية من الطاقات النظيفة إلا في العراق الذي ما يزال حتى الوقت الحاضر متأخرا عن الدول بآلاف السنين”.
الابراج والحرارة
وزارة الكهرباء بدورها اكدت وعلى لسان وزيرها بأن منظومة الطاقة ستصل الى 22 الف ميكا واط مع بداية حزيران و سيلمس المواطن تحسنا في تجهيز الكهرباء، فيما وصف الكثير من المختصين حديث الوزير بأنه احلام وردية في ظل تردي واقع المنظومة الكهربائية.
ويقول المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى في حديث لوكالة شفق نيوز؛ ان “التفجيرات الارهابية التي طالت بعض أبراج نقل الطاقة كانت سببا في ازدياد ساعات انقطاع الكهرباء”.
ويضيف موسى؛ أن “ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير هو الآخر ساهم في زيادة ساعات الانقطاع مع إقبال المواطنين على زيادة استهلاك الطاقة، فضلا عن محدودية تجهيز الغاز المستورد من إيران مقارنة بالعام الماضي”.
وتشهد المحافظات العراقية ترديا في تجهيز الطاقة الكهربائية مع ارتفاع درجات الحرارة في وقت تبقى وزارة الكهرباء عاجزة عن تلبية احتياجات المواطنين من الطاقة بالرغم من وعود مسؤوليها بأن يكون الصيف الحالي أفضل من الماضي بتجهيز الكهرباء.