الحقيقة والنقد – الحلقة الحادية عشر – ( الحبيبة الراقصة سونية ، وبناء دار الأيتام ، ومعظلة الإنتخابات )
بقلم : حسن المياح …
كانت الحبيبة سونية الراقصة الدلوع منشغلة الفكر بكيفية إستحصال الموافقة على منحها الإجازة الحكومية لبناء دار للأيتام ، وإعتاصت وصعب وتعقد طريق إجراء معاملة البناء أشواك قانونية ، وإبر لسع جنونية لما تقوم به راقصة فاسدة هابطة خلوع هلوع من عمل خيري لا يقدر على إنجازه إلا من رحم ربك من الأغنياء الذين يفكرون بالدار الآخرة ، ولا بأس أن يكون لهم سمعة خير ، وصيت عمل صالح في الحياة الدنيا … وإذا بها تتفاجأ بأزوف موعد الإنتخابات ، وأنها المضطربة الأعصاب ، والمشوشة الفكر والبال ، وأنها الغضوب بعدما كانت هي الضحوك المرتاحة المستبشرة ، وهي المنطوية قوقعة تفكير هادم ظالم يقض مضجع إستقرارها الحالم بما سيتعرض له مصير حبيبها المسؤول من إهتزاز عواصف جرف ونسف أصوات إنتخابية ، ومن موقفه المرتعش ذبذبة إضطهاد نفسي ينتابه بين الفينة والفينة ، وهو القلق المرتجف مما ستؤول اليه نتائج الإنتخابات المتعلقة بشخصه هو فقط ، ولتنزل الحمم والبراكين على من تشاء من المرشحين المتنافسين ما دام موقفه الإنتخابي يبشر بخير ، ويعلن إطلاق نور الضوء الأخضر إستدلالآ على فوزه في الإنتخابات ، وأنه المتقاتل على البقاء بنفس الوظيفة ، وأنه يصر على البقاء على نفس التكليف ، وبنفس موقع المسؤولية ، مهما كان الثمن الذي يكلفه لأنه القادر على الدفع من أجل الجذب والنيل لما يرومه ويؤكد عليه من بقاء مسؤولية …..
وإتصلت به سونية الراقصة الحبيبة الموعودة ، بصوتها المضطرب المتحشرج الخائف الذي يصدر ذبذبات ألفاظ حروف الكلام على شكل متقطع ، لا يمكنه إستجماع طاقة هدره سيل كلام عذب يرخي المشاعر جذبة ود وشوق … ، والحبيب المسؤول السياسي يستمتع بنبرات العشق المنهال دغدغات تهييج غرائز وشهوات ، وتحريكات رغائب حانيات متشوقات إلتصاق شفاه وأرداف ، وإرتخاءات أجفان ذابلات عشق وإسترخاء نظرات …. وإستفاق المسؤول السياسي .. وأخذ الإرتباك منه مأخذه ، وإرتبك الحبيب المسؤول لما إطلع على حال حبيبته الراقصة سونية التي تفديه تضحيات لواعج هموم منتقلات متبادلات ، ليصفو جو تفكيره ليغدق المشاريع والعقود وصفقات الدولارات …. وإستجمع روابط جأشه وهو المنخور العضلات ، الفاتر الأعصاب المرتخيات ، وأجابها بصوت يدلل على الوثوق بنفسه ، من أنه الفائز حتمآ ، لما مهد له من تيسيرات وعطاءات ودفوعات من المال السحت الحرام المنهوب من ثروات الشعب العراقي ، ومما يؤمله من إغراءات وتحقيق أمنيات ، لما يكون هو في نفس الموقع المسؤول المتمكن المتسلط نفوذ تصرفات …. وطمأن الحبيبة الباكية النادبة حظها سونية الراقصة الغشاشة الغادرة اللعوب اللهلوب خفة حركات ، وتقلب مواقع علاقات وإرتباطات ….. وقال لها مطمئنها ..” ألا تخافي .. ولا تحزني .. ما دامت يدي راعدة بالدولار ، وما دام لساني واعدآ بالتمنيات والإغراءات والتأميلات …فهنأت وإستقرت راحة سعادة ، وأطلقت ضحكات البروع اللاعبة الممتازة ، وقهقهات الفجور الخداعة الغادرة الوهاجة ، وتحمدت له السلامة ما دام هو لا زال حيآ ينبض مسؤولية تسلط ، وطغيان تحكم ونفوذ ، ودكتاتورية تصرف وإدارة ……. وقالت له … ها قد حل وقت سعادة تناول نخب الفوز والبقاء في الموقع ، وقد جاء وقت الإسترخاء والتماوج الجسدي الخليع العريان على فراش عشقك الوثير الذي يشعل شوق رغبتك ، تلقف شفاهي الحمراوين المتورمتين إفراغ غريزة نشوة تقبيل ، وضم ذراعين حانيتين ضاغطتين مودة قرب وحب تلاصق ثديين على صدر يشتعل قلبه نار شوق تلاق طال فراقه أيامآ هاجرة حرارة جذب عشيق لمعشوقته …..
وإستقر حال اللعوب الإفعى الراقصة سونية الجاذبة ، لما علمت أن سوقها سيحافظ على الرواج الذي كان مستغرقآ كل جوانب عطاءاته ، وجنبات منحه ، ومغاليق إحالاته وتمييزاته ، وإستفرادات عزولاته الدسمة الثرية المترفة من المشاريع الذهب الثمينة ، والعقود الماسية …. وإستعادت نشاطها ، وإختبرته في بروفة رقصة على عجل ، لتتأكد من قوة نشاطها ، وحسن الأداء في رقصها ، وأنها لا زالت هي الراقصة رقم واحد في عقل وقلب وشعور وقرار المسؤول المتسلط ، الطاغية الدكتاتور ، المتفرعن إستفراد إدارة وتصرف …..
وفاتحته بموضوع الموافقة على بناء دار الأيتام في إتصال ثان ، بعدما أرخى الليل سدوله على إجتماع جسدين عاريين ، يتبادلان نشوة العشق الحرام ، عطاء شوق غريزة نهم جمع وتخزين دولارات ….. ، ولم يبادرها بالمنع الصاعق مباشرة بما تقرره قوانين الحكومة في إجازات البناءات والتشييدات والتأسيسات ، وأن الفنانات الممثلات والراقصات العاريات الستربتيز الخالعات النازعات الأثواب لا يحق لهن من تحصيل موافقات بناء مشاريع خيرية بأسماءهن الصريحة المباشرة …
، ولكنه أوعدها خيرآ مقابل تنازلات منها وتقديمات ما يتطلبه موقفه الحكومي إستقرار وجود مسؤولية حاكم ، وبقاء موقع محجوز له جاثم ، إعتمادآ على ما تبديه الراقصة سونية من عرضها الراقص الجذوب اللعوب اللهوب السارق لأنظار من تكون عنده مفاتيح الأقفال الموصدة ، ومن هو أهل الحل والعقد من يكبر المسؤول السياسي حبيبها وسمسارها وعرابها موقع مسؤولية ….. ووافقت سونية بعد كل اللتي واللتيا ، صاغرة خاضعة ، مستجيبة هادئة ، مسلمة أمرها للذي يوافق على مشروعها ، إجازة بناء لتشييد دار أيتام ….
وفي لقاء ثالث أبلغها أن تدون أسم صاحب المشروع بغير إسمها ، لتتجاوز كل العقبات ومطبات إجراءات الموافقة ….. وقبلت بعد الترددات والمماطلات ، أن تسجل المشروع بإسم مدير أعمالها المستخنث المائع المتماوج الجسم رخاوة لما يمشي إقتداءآ بسلوك وسيرة سونية الراقصة ….. ومن رافق القوم صار مثلهم …
وهكذا حصلت الحبيبة الدلوع العنود الراقصة سونية على موافقة الإنشاء لمشروعها الخيري ، وسارت الأمور مع حبيبها بعد تعكرات وإزعاجات ، وتمايلات وإنحناءات ، وإنبطاحات وتنازلات …. على ما هو عليه من إستفادات ، وتبادل مصالح ومنفعات … وحتى في الأعمال الخيرية تكون المزعجات والمعطلات ، والعقوبات والممانعات ، من أجل الحلب والسلب ، والدفع والجذب ، حتى يكون التسليم والإستلام ……
حسن المياح – البصرة .