الحقيقة والنقد — الحلقة التاسعة عشر — ( مقارنة فساد سونيا الراقصة بفساد السياسي )
بقلم : حسن المياح …
سونيا سليم الراقصة الجميلة ذات القوام الجسماني الممشوق نحافة ، تجذب الناظر سرور إقتراب وجود حبور ومتعة ، وطرب وحسن مشاهدة حركات رقص خلابة ، تتيه العقل جنون عظمة مشهد خالب ، وتحرك العاطفة شبوب وصل يستدعي إندماج خلوب مشاعر تجيش طربآ ومرحآ وحسن خفة حركة ، وسرعة جذب تلاصق ، تتفجر منه خلاصات ود ، وهمهمات شوق ، تثير الغريزة إشتعال شهوة طافحة ملؤها خيال يجنح طيرانآ في عالم حالم مزدان بطلاقة إنفتاح شهوة ورغبة ، وحرية تعبير إحساس وشعور وممارسة عاطفة تتجسد إجتماع جسدين أساسهما شحن وتخزين ، وغايتهما تفريغ وتفريج هم يثقل الجسد طاقة ثورة تبحث عن ميدان صولة عشق ، وجولة ود ، ولحظة حب سرعان ما تنطفيء وتعود سيرتها الأولى ، كما كانت عليه قبل الإثارة والإشتياق ….. فهي تفريغ شهوة من جانب المجذوب في رخص وإبتذال ، وهي مصدر رزق جاذب حالم بتجميع العملات من خلال عرض هز أرداف وتموج جسم ينطوي عنفوان إفعى غضوب قاتلة ، وبسط عري جسد رخيص ، وذهاب عقل مفكر يتخطى عتبات الهمل والإهمال ، والجموح والإنفصال ، لا بما هي عليه الحكمة وحسن سلوك تصرف وجمال قوام حال ….. هكذا هي الراقصة سونية في ممارسة مهنتها في فن الرقص الهلوب العاري الجذوب ، وها هي حركات همسها وميسها الخلاب المائع ذو جرس الصوت الطروب ، وذو حركات الغنج اللهوب ، المخدر الساكن السلوب ….. وهذه هي مكامن فسادها العاهر الناهب ، ووكر إجرامها القاتل الغاصب ، ودمارها المدمر المخرب الحاطب ….. !!! ؟؟؟
وأما السياسي المسؤول الفاسد … ، ففساده إجرام بظلم وقسوة وإغتصاب بإجبار ، وبشمول تالف وفرض إعلال ، وحرمان ومنع بإقهار …. وهو — مقارنة بفساد سونية الراقصة — يمثل آلاف الأضعاف المضاعفة ، لأنها تفرض فسادها بإختيار ، ويكون جرمها نتيجة ولوع بإنهيار ، وإقتراب بإنبهار ، وخنوع بإنحسار …… والسياسي هو كذلك لما له من مسؤولية تسلط بقانون ، وتصرف بدستور ، وحماية بحصانة حزب قهار ، أو دولار إعصار ، أو تمني فرصة إزدهار …. لما له ، وما هو فيه وعليه من سلطان قوة ، وهيل مسؤولية ، وهيلمان إقتدار ….
فهو الحاكم المادح لنفسه بإفتخار ، وهو السياسي الناجح ثعلبة أسلوب بإختيال خفة حكمة تصرف ، وخطفة حسن صنع مسؤولية ، والخروج بحزمة إجتماع دولار ، وهو — تظاهرآ — المنفق جل وقته في خدمة ما هو عنه مكلف مسؤولية أداء خدمة … ، من مثل تبليط شارع ، وقرنصة رصيف ، وإزالة تجاوز ، وتأميل صرف رواتب محجوزة ، وأمنيات تعيينات في المستقبل عند إقرار الموازنة ، وما اليها من تسويغات تثبيت بقاء وجود مستمر في نفس المنصب الدار الأرباح بدون مساءلة ، ولا متابعة ، ولا مراقبة ، ولا محاسبة ، وهو الآمن المطمئن الذي لا يخشى خطرآ ، ولا حتى التلويح بتظاهر إستنفار ، لما هو عليه من إتباع طريقة مكيافيلية ترضي من له وجود إرتفاع صوت ، أو دغدغة هذر ، أو تلويح بإنفعال ….. ، والشعب على ما هو عليه من يأس وقنوط وذهاب أمل إصلاح ، وما هو عليه من بؤس تغيير وضعف إستبدال وضع وبقاء حال ….. وهل يستوي الذين يعلمون ويعملون والذين لا يعلمون ولا يفكرون ولا يتحركون ، وحتى أنهم لا يفكرون بترحال ….. ؟؟؟ !!!
والشعب الفاقد الوعي ، والمجمد العقل ، والمستقيل التفكير ، والمشلول الإرادة ، الخائف الخاضع ، المتردد الخانع ، القابل للظلم والساكت على الجور ….. هو الذي يصنع الطاغوت الحاكم الظالم ، المتسلط الناهب الناقم ، الذي يعيث الفساد والدمار والخراب الحارم …… والشعب هو الجاني على نفسه بكل المآسي والنواقم والمظالم ……. ؟؟؟ والسياسي المسؤول هو الرابح الغانم ……
من وقت ليس بالبعيد … ، كنا نرى ونسمع ونشاهد الشعب يجتمع ويتفاهم ، ويقرر ويتظاهر ، بوعي ومسؤولية ، وبسلم وإنتظام ، مطالبآ بحقوقه المشروعة قانونآ ودستورآ ونظام وجود حياة إنسان ، وهي المسلوبة عنوة وتعمدآ ، وقصدآ وسبق إصرار ، ولا يعود مرتاحآ مستقرآ وادعآ ، حتى يحقق بكل شجاعة مسؤولية ، وتصرف حكمة ، ما خرج من أجله ، ويهدأ حاله لما هو عليه من وضوح رؤية ووعي وتمكين إستقرار ، وبكل جرأة وحرية يسترجع حقوقه المأخوذة …. وأنه حقق النصر بعدالة مطالبة في إكتساب حقوق مأخوذة مسلوبة ممنوعة ….. ، وأنه أسدى نصيحة بإقامة عمل صالح للسياسي المسؤول الحاكم الظالم بتخليصة ونجاته من إرتكاب معصية ، وهي إحتجازه وغصبه ومصادرته لحقوق الشعب الذي هو عليه حاكم ، وذلك بإرجاع الحقوق الى أصحابها الشرعيين الذين هم الشعب العراقي المحروم المظلوم المسلوب الحقوق …….
لا فساد يدوم إلا في حكم متسلط ناقم غشوم ….. ، ولا ظلم يدوم لأنه يخرب ويهدم ويلغي ويعدم وإذا دام دمر …… ولا تدوم الحياة أمنآ وسعادة ، إلا على الخير ، وتخلد سرورآ وحبورآ ….
حسن المياح – البصرة .