السياسي الفاسد هو الصعلوك لغة وإجتماعآ وسياسة
بقلم : حسن المياح …
( تطور السياسي الفاسد من صعلكة فقر وحاجة ، وخضوع وخنوع ، وعجز وخناثة ….. الى صعلكة إفتراس ذؤابة ( من ذئب ) شطارة خداع أبلسة وغدر شيطنة ، تجردآ لغارات وغزوات نهب وسلب ، وإستيلاء ولصوصية ، وقتل وإجرام ، طغيانآ وكفرآ ، وفرعنة وإشراكآ ، وصنمية وظلمآ ، ووثنية وجحودآ ……. )
لو تابعنا كلمة ( ومصطلح ) ” صعلوك ” جذرآ لغويآ ، لرأينا أن أصلها هو ( ص ع ل ) والتي تعني ‘ الصغر والضمور والإنجراد ‘ ، وهذه الحروف الثلاثة هي أصل مادة 《 صعلك 》 . والتصعلك لغة تعني الفقر ، والصعلوك هو الفقير المعدم ….. ولو تابعنا تطور المعنى الإجتماعي لكلمة الصعلوك ، وما أضيف اليه من نعوت البطولة والفروسية ، فإنه أصبح في حلة جديدة ومظهر جديد ، بعد ما كان وأمسى هو ذلك الصعلوك الذي يعني أنه الفقير المعدم القانع بفقره ، وهو – ربما – الذي يستجدي مما يسد به رمقه …. فإن الصعلوك تقدم تطورآ معنى آجتماعيآ ، فأصبح يعني ، أنه المشاغب المغير الذي يسهر ليله في النهب والسلب والإغارة ، وربما يقتل لو إعترضه معترض يفسد عليه طلبته ، وأنه لم يكن الخلي المترف القاعد الساكن المسالم للنوم والراحة والهدوء والقناعة بما هو عليه حال إحتياج …. وهذا يعني أن كلمة الصعلكة قد خرجت من محيط قوقعة معنى الفقر ، الى محيط أوسع بحركة تمرد ، وأصبح يشار اليها على أنها مهنة إحتراف الغزو والإغارة للنهب والسلب والقتل …….وقصة الشاعر الجاهلي أمرؤ القيس لما عزم على الغزو والإغارة من أجل الثأر لأبيه ورد الإعتبار للمطالبة بالحق والكرامة ، إلا إشارة دلالة على الصعلكة والتصعلك ، بما فيها من بطولة وبسالة ، وشجاعة وإقدام وجسارة ، وأنها نموذج فخر جاهلي ، وإعتزاز مهمة إثبات وجود شجاع نبيل عزوم …… وهذا التطور الإجتماعي الجديد لمفهوم الصعلكة ، وأن الصعلوك قد أصبح يعرف بأنه الفقير الغازي ، المغير الباسل الشجاع ( وسنفهم المقصود من معنى البسالة والشجاعة التي تطلق عليه ) ، الناهب السالب القاتل ، وأنه – وعلى أساس هذه الصفات – أخذ يقال عن صعاليك العرب ولصوصها ” ذوبان ” أو ” ذؤبان ” ، لأنهم كالذئاب ، لما هم عليه من تشابه أسلوب حياة ، أو أسلوب عيش ، أو طبيعة شخصية …… وكذلك أخذ الصعاليك يوصفون ب ” الشطار ” تشبهآ بالذئب ، لما هو عليه من شطارة إقتناص وإفتراس ، وغدر وهجوم إقتحام …. وبهذا نخلص الى أن المراد ب “” الصعلوك “” هو الفقير المتجرد للغارات والغزو للنهب والسلب ، وربما يحصل القتل مصادفة لما يكون هناك من إعتراض وعرقلة ، تضطر الى القتال …..
فالصعلكة في المسلك اللغوي هي الفقر ، وما يتصل به من حرمان وحاجة وعسر وضيق في أسباب العيش ….. والصعلكة في المسلك الإجتماعي هي الفقر المصحوب بالتجرد للغارات والغزو واللصوصية من أجل النهب والسلب ، وربما ، أو غالبآ ما ، يقع قتال وقتل ……
ووجه المقارنة والتشبيه والتماثل والإنطباق بين السياسي المسؤول الفاسد ، وبين الصعلوك بمفهوميه اللغوي والإجتماعي ( حالة السلوك الإجتماعي ) ، هو وجه إشتراك وتوافق حال وطبيعة سلوك ذئبنة مفترسة حياة إجتماع وطبيعة سلوك ممارسة ، وهو وجه إنتزاع تشابه وضع حال فقر وحاجة ، وتسول وإستجداء ، من حيث المعنى اللغوي …..
فالسياسي ( من دون إضافة ‘ الفاسد ‘ نقولها ونكتبها بعمد ، والقصد منها هو أنه خارج المسؤولية ، ولم يظهر أو يتبين فساده ) الذي يعيش الغربة عن الوطن هجرة أو هجرانآ ، أو هروبآ أو طردآ ، أو إتخاذ موقف بتفكير أو بهاجس التحسس من وجود خطر ، أو شعور بإضطهاد معد له ، أو ما الى ذلك …. ، وتطول مدة غربته وتتنحس ، فإنه يتعقد وتضيق عليه سبل عيشه ، وغالبآ هو ما يعاني الحاجة والعوز والفقر ، فيضطر الى التسول عجز توسل وعسر حصول على وظيفة أو عمل ، أو العمل في وظيفة مهانة ومهينة ، لا تليق بمقامه الذي هو عليه لما غادر الوطن وهو العزيز الكريم عيشآ على تراب وطنه الأصيل الذي هو ينتمي اليه مسقط رأس ولادة ، ووطنية إندراج حياة عيش إنفراد وإجتماع ….. وهذا ما يتحقق في المعنى اللغوي للسياسي أنه صعلوك …. !!! ؟؟؟
والسياسي الفاسد لما يزاول المسؤولية بأي سبب كان ، أو طريقة كانت ، فهو يتمرد على المعنى اللغوي سلوك ممارسة لما يدخل عالم السياسة قيادة سلطان حاكمية ، ويدشن وجوده المتغير المتطور حياة إجتماع ( من حالة غربة فقر وعزلة وحرمان … الى حالة نفوذ فاعل وجاه متسلط متمكن مؤثر ، لما يكون سياسيآ نافذآ في السلطة والحكومة والدولة ) ، فإنه يستأذب فروسية أبلسة غارات ، ويغدر بسالة شيطنة لصوصية ، فينهب ويسلب ، ويجرم ويحرم ، ويمنع ويقتل ، ويعذب ويسجن ، ويستأثر ويقرب فصيلة إنتماء جنس بطانة إجتماع نوع ، وحاشية إفتراس دفاعآ عن سلامة وجود ذات حاكمة طاغية متفرعنة ظالمة مجرمة قاتلة ، صيانة لنفس أمارة بالسوء ناقمة عابثة ، وعناية بمجموعة ذئاب جائعة عطشى هارشة مستفحلة مفترسة ناهشة آكلة بالعة …..
لذلك ترى السياسي الفاسد المسؤول ( نقول ‘ المسؤول ‘ تجوزآ لوصف ليس إلا ) هو الطاغية الحاكم الظالم ، المتفرعن المستأثر الغانم سحت حرام الحارم ، وهو المتورم إجرامآ ، والمنتفخ بلطجة ، والمنتفش ثراءآ سحتآ حرامآ نهبآ من ثروات الشعب لما له من تفرد سلطان حاكمية طغيان ظالمة ، وأنه الفرعون نمردة إجرام إستئثار ذات مصلحة ، ومنفعة زبانية ذئاب وحوش كاسرة مجرمة مفترسة على أنهم أعضاء إنتماء حزب أو تيار أو كتلة إجتماع سياسة ، أو أتباع همج رعاع أغبياء أوغاد جهل وجاهلية لا يميزون الناقة الأنثى من البعير الجمل الذكر ، لما هم عليه من جهل تمييز مطبق وجهالة وعي تعقل وتفكير ، ورعونة جاهلية متبلدة مظلمة حالكة السواد وقاتمة الشؤم جاثمة ، على أنهم أنصار ، ودعمصة زحف ولاء أصم خاضع خانع مقاد مطية إستغلال عاطفي وإستعباد نسب مقام ……..
تلك هي المقارنة ، وذلك هو التشابه والإنطباق والتماثل ، بين السياسي الفاسد الناهب ، وبين الصعلوك المغير اللص …… وأن السياسي الفاسد هو الصعلوك الحرامي المغير ، واللص الغازي ، لنهب ثروات الشعب العراقي ، وسلب حقوق المواطنين العراقيين ، وهو الطاغية المجرم المتفرعن إجرامآ وظلمآ ولصوصية ، والمستأثر مصالح ذات فاسدة منحرفة معتدية إرهابية مجرمة ، والصائن المدافع المحافظ المغدق على زبانيته المتصنمين الأتباع الهمج ، والمتوثنين الأنصار الرعاع ، العبيد الأوباش الأوغاد المطية المجرمين …..
وإضافة الى هذا التطور الإجتماعي للصعلكة …. فإن السياسي الفاسد الناهب يزيدها ( الصعلكة ) نماءآ في تلون السلوك من سمت الى إنبطاح ، أو من إضطجاع خنوع وخضوع الى وثوب إستئساد وقفزة تنمر ، وثراءآ في تبدل وتحول وتغير وإنقلاب مواقف …. حين تراه يتفاخر بالوطنية الجادة ، والسيادة التامة الكاملة ،والمسؤولية التي يؤديها بصدق وإعتدال ، وإستقامة وإخلاص …. وهو الذي يصافح الإرهابي والعميل ، ويجالس الغادر والقاتل …. تلون سلوك ، وتبدل موقف …… وهذا ما نشاهده بكل تبجح إعلان فرح وسرور إتفاق ، وإفتخار إنكشاف حبور وإبتهاج تحالف وتكتل ، بعد ظهور نتائج إنتخابات يوم ٢.٢١/١٠/١٠م …….
وهذه هي المكيافيلية البغيضة المجرمة الحاقدة ، الظالمة الإرهابية الوافدة ، التي يتمتع بها السياسيون الحاكمون في العراق سلوك طغيان قيادات فرعونية ناهبة مستأثرة والغة إجرام متفردة ، بعد سقوط صنم الكفر والإلحاد ، والظلم والجور والإرهاب عام ٢٠٠٣م
حسن المياح – البصرة .