ابشروا بالتطبيع أيّها العراقيون فإنّه قادم إليكم ..
بقلم : أياد السماوي …
عندما صرّح القيادي السابق في التيار الصدري بهاء الأعرجي , أنّ العراق مهيأ للتطبيع مع إسرائيل وأنّ القرار قد يصدر من النجف وليس بغداد , كنّا حينها نعتقد أنّ الأعرجي أراد بهذا التصريح المثير أن يغمز خانة التيار الصدري الذي خرج منه , فإذا كان التطبيع عصيّ في بغداد فكيف ستكون النجف بوابة لهذا التطبيع ؟؟ ولم يكن لأحد منّا أن يتصوّر أنّ دول التطبيع وعلى رأسها الإمارات ستتمّكن من تزوير نتائج الانتخابات النيابية وتأتي بالحلبوسي فائزا أكبر في محافظات الغرب العراقي .. وحتى بعد فوز الحلبوسي الساحق الذي تمّ بالتزوير , كنّا نعتقد أنّ إعادة محمد الحلبوسي رئيسا لمجلس النواب العراقي بعد مسيرة السنوات الأربعة الماضية التي ترّبع فيها رئيسا على عرش السلطة التشريعية في العراق هو أمر شبه مستحيل ليس بسبب فساده الفاضح وإعادته لأزلام البعث المجرم في أخطر حلقات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية فحسب , بل لانكشاف مشروعه السياسي المدعوم أمريكيا وإسرائيليا وخليجيّا , وهو مشروع جر العراق للتطبيع مع إسرائيل ..
لكن بعد جلسة مجلس النواب الأولى المطعون في دستوريتها وقيام نواب الكتلة الصدرية بالتصويت لصالح إعادة محمد الحلبوسي رئيسا لمجلس النواب في دورته الجديدة بالاتفاق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني , عادت بنا الذاكرة إلى تصريح السيد بهاء الأعرجي الذي قال فيه أنّ قرار التطبيع سيصدر من النجف وليس بغداد .. فالتصويت للحلبوسي هو تصويت للتطبيع من بوابته المتمّثلة بالحلبوسي وتصويت لإعادة أزلام البعث المجرم إلى أخطر حلقات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية وتصويت لأعادة النهب المنّظم للمال العام .. ولعمري لا أدري أيّ إصلاح هذا الذي يبدأ بإعادة الحلبوسي على رأس السلطة التشريعية , هل يعقل أنّنا لم نعد نميّز بين العميل والفاسد وبين الوطني والنزيه والشريف ؟ وهل هناك من عاقل يشّك في عمالة وفساد الحلبوسي ؟ فكيف يوّلى من هو مشهور بالقمار وشرب الخمر على رأس السلطة التشريعية ؟؟ ولنفترض أنّنا نجحنا في لي ذراع قادة الإطار التنسيقي وكسر شوكتهم ونجحنا في إذلالهم , هل هذا سبب كاف نواجه به الله سبحانه وتعالى ؟؟ ألا نؤمن أن هنالك حياة بعد الموت وحساب عسير ؟؟ فماذا سنقول لله يوم لا ظلّ إلا ظلّه ؟؟ هل سنقول لله تعالى أردنا كسر أنف المالكي والخزعلي بهؤلاء العملاء والخونة واللصوص ؟؟ .. ختاما أقول .. ابشروا بالتطبيع أيّها العراقيون فإنّه قادم لا محالة ..