عنــــــدما يكون « المَخرج» رئيســــاً
بقلم : حسن جمعة …
تقول قصة ﺑﻠﻴﻐﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ان ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ قال ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺣﻜﻢ ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺍﻟرئيس ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻗﻮﺩ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺃﻧﺴﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ . ﺭﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ : ﺻﺤﻴﺢ ، ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻱ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺩﻗﺎﺋﻖ .ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ : ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻠﻜﻢ ، ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺻﺤﻴﺤﺎً ، ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﺳﺘﻤﻮﺗﺎﻥ ﻛﻼﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ . ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﻳﺪﻩ ﻭﻗﺎﻝ : ﻛﻼﻣﻜﻢ ﺻﺤﻴﺢ ، ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﻣﺨﺰﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ ﻭﻣﺼﻨﻊ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ، ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺍﻟرئيس .ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻻ ﻻ ، ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻴﻦ ، فأنا ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ وأنا ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ولولاي لما تحركتم . اﺳﺘﻤﺮﺕ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺣﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ (المَخرج) فقال : ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺣﻜﻢ وأكون رئيساً عليكم، ﻫﻨﺎ اﻧﻘﻠﺐ ﺍلاﺟﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﻐﺐ ﻭﻫﺮﺝ .فقال جميع ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ بصوت واحد : ﻣﻦ ﺣﻖ ﺃﻱ ﺃﺣﺪ أن يحكمنا ﺇﻻ أنت ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﺴﻢ وأنت مؤخرته ، ﻏﻀﺐ ﺑﻌﻨﻒ ، ﻭإﻧﺴﺤﺐ ، ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺨﻄﻂ .!؟ ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﻤﻨﻔﺬ ، ﻭﺳﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ، ﻭﺟﻠﺲ ﻳﻨﺘﻈﺮ ، ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ وبدأ يشتد ﺍﻷﻟﻢ ، ﺗﺪﻫﻮﺭ حال ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻭﺁﻻﻡ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺮﺋﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﺻﻴﺒﺎ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ، ﻟﻘﺪ ﺗﺤﻜﻢ المَخرج ﺑﺎﻟﻤﺸﻬﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎً ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﺮﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺦ ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺃﻧﺘﺠﺖ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ، ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ، ﻫﻨﺎ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺇﻟﻰ إﺟﺘﻤﺎﻉ ﻃﺎﺭﺉ، وﻓﻲ الإجتماع ﻗﺮﺭ ﻛﻞ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺍلمخرج ﺭﺋﻴﺴﺎً .!؟ وهكذا ايضا حكمت العراق مجموعة من (المخارج) فما اشبه هذه القصة بقصتنا!.. أليس ذاك عجيبا ؟.