الكموجيون وأصحاب العقول المعطوبة
بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
يقال إن تلميذًا سأل معلمه، فقال: يا أستاذ ما معني كلمة ( الكموج ) ؟، فقال له المعلم: من أين جئت بها، وأين قرأتها ؟.
قال التلميذ: وجدتها في قول الشاعر : (وليل كموج البحر أرخى سدوله عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي).
فقال له المعلم: يا بني (الكموج) دابة من دواب الأرض، تقرأ ولا تفهم ما تقرأ. .
كثيراً ما تناقل الناس هذه الطرفة على سبيل الفكاهة والتندر، وربما صار (الكموج) نعتاً لأصحاب العقول المعطوبة، لكن المتأمل بما آلت اليه أحوالنا قد يتساءل عن أوضاع (الكموج) في بلادنا هذه الأيام ؟. خصوصا بعدما نال الكموجيون مبتغاهم، وجلبوا شهاداتهم العليا من أرقى الجامعات الوهمية، فارتفعت لدينا نسبة الذين ينتمون إلى فصيلة الكموجيات الزاحفة نحو الاستحواذ على الدرجات الخاصة. وظهرت لدينا أفواج من السلالة الكموجية المعادية للتعليم والمتعلمين. فقد أصبحنا في عصر ثقافة التفاهة والتفنن بها، وباتت صناعة التفاهة بالنسبة للكثيرين من الاهداف الإستراتيجية.
ثمة حكمة يرددها العقلاء: (لا تردّ على الكموجيين ولا تناقشهم لأنهم من صنف الدواب أجلكم الله)، وحاول ان تجرب حظك في إعادة تأهيلهم، لربما يصبحوا أقرب إلى الذكاء، ولربما تصبح لدينا سلالة فريدة من البشر تجمع إرث الغباء وملكة الذكاء المكتسبة معاً، ولعلنا نرى مع هؤلاء ما لا يتصوره العقل. .