مكفخة للرايح والجاي
بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
كفخ – يكفخ – كفخا: أي صفعه وضربه ضرباً مبرحاً على رأسه، وتطلق كلمة (مكفخة) على الشخص الذي صار عرضة لتلقي الضربات والصفعات والدفرات من دون أن يقوى على الدفاع عن نفسه. .
يقول العراقيون: (لك انته غير صاير مكفخة)، وهي شائعة أيضاً في عموم بلدان الخليج، يقولون: (صاير مكفخة لعيال الديرة) ويطلقونها على الضعيف الخانع الذي لا حول له ولا قوة. .
اما الآن فقد أصبحت بلداننا مكفخة ومصگعة للرايح والجاي، فقد تحولت أرض الرافدين الى مكفخة وحلبة مفتوحة لتصفية الحسابات، ولم يعد سراً أن العراق في واقعه غير المستقر اصبح ساحة للصراعات، وتبادل الكفخات، وتصفية الحسابات، وتحولت المنطقة الخضراء الى مكفخة للصواريخ والقدائف. .
من المؤسف أن تتحول أرضنا مستباحة بهذا الشكل، بدلا من أن تكون قلعة حصينة ذات سيادة، قادرة على حماية ثروتها ومواطنيها. .
اما في سوريا فالغارات الأميركية والروسية والاسرائيلية تسرح وتمرح في أجواءها، وتواصل كفخاتها على مدنها وقراها، وتسعى لإلحاق أفدح الخسائر في صفوف المدنيين. ولم تكن الأراضي اللبنانية والليبية بمنأى عن الكفخات جوا وبحرا وبرا. .
تحت رحمة هذه الصواعق والضربات لا مكان للسياسة، ولا للمنطق العاقل الذي يفترض أن يجمع المكوّنات الوطنية لإنقاذ بلدانهم المأزومة وشعوبهم المقهورة واقتصادهم الذي صار تحت الأنقاض. .
من المعيب ان تتحول ديارنا الى مسرح مفتوح لتصفية خلافات وصراعات إقليمية لا ناقة لنا فيها ولا جمل. .
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين