الاخبار السياسيةالمقالات

المسلم لا يركع

بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في زمن اشتدت فيه الحملات لتزييف الحقائق، وتشويه التاريخ، وشراء الذمم، لا يزال المسلم، بكل طوائفه ومذاهبه، واقفًا شامخًا لا يركع إلا لخالقه. من بغداد إلى طهران، ومن القدس إلى صنعاء، ومن غزة إلى العالم ، لم تنجح آلة الكذب الإعلامي ولا جيوش التطبيع ولا مليارات الابتزاز السياسي في كسر شوكة المسلمين أو تحييدهم عن بوصلتهم الكبرى الكرامة، والحق، والعدل.

يا بني إسرائيل، رغم محاولاتكم المستميتة لطمس التاريخ وتخويف الأحرار، فإن المسلمين لم ولن يهنوا. فكل جيل يولد في هذه الأمة يتوارث العزيمة ذاتها لا خضوع للمحتل، ولا استسلام للظالم، ولا حياد في معركة الحق فالمسلمون صف واحد في وجه الطغيان في غزة، يواصل الأطفال كتابة أسماء الشهداء على الجدران بدل الحروف الأبجدية، ويواصل الكبار دفن أحبابهم تحت الركام، لكنهم لا يرفعون الراية البيضاء. وفي إيران، رغم كل ما واجهته من حصار ومؤامرات، تقف الدولة والشعب موقفًا ثابتًا في دعم القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال، بصرف النظر عن الدين أو الطائفة أو اللغة.
وفي العراق، رغم الجراح والانقسامات التي حاول الأعداء زرعها، تعود البوصلة الشعبية لتتجه نحو القدس، وتحتضن صوت المظلوم، وتدين الصمت العالمي على جرائم الإبادة. لا أحد يستطيع أن ينكر أنّ دعم المسلمين للقضية الفلسطينية لم يكن مجرد موقف عاطفي، بل هو التزام ديني وتاريخي وأخلاقي

التاريخ لا يُشترى والحق لا يُخيفه سلاح
تسعون عامًا من محاولات طمس تاريخ المسلمين، وتشويه رموزهم، ودفعهم إلى الاقتتال الداخلي، لم تُنتج سوى مزيد من الوعي. فكل رصاصة تستهدف مسلمًا حرًّا، وكل مجزرة تُرتكب بحق المدنيين في غزة أو الضاحية أو بغداد أو الموصل، تخلق مئات آلاف الأصوات التي تهتف لن نركع .
المال لا يشتري ذاكرة الشعوب. ولا يمكن للمنصات العالمية، مهما سيطرت على السرد، أن تمحو صور الشهداء، أو أصوات المآذن، أو دموع الأمهات.

من بغداد، التي عرفت معنى الاحتلال والمقاومة، ومعنى الخذلان والنهوض، نقول لكل من راهن على سكوت الأمة لقد خسرتم الرهان. المسلم، سواء كان شيعيًا أو سنيًا، عربيًا أو أعجميًا، يرفض الظلم، ولا يسكت عن دمٍ يُسفك، أو شعب يُحاصر وفي كل مرة تتصورون فيها أن الأمة قد ماتت، ستنهض من بين الركام، تهتف باسم فلسطين، وتُصلي لأجل غزة، وتدعو بالنصر لكل من قاوم.

ختاما المسلمون لا يُهانون، ولا يُرهبون، ولا يُباع ولاؤهم في مزاد السياسة. إنهم أمة اختارها الله لحمل رسالة العدل، ولن تتنازل عنها مهما اشتد ليل الظلم. وغدًا، حين تشرق شمس النصر، سيتذكر التاريخ من وقف، ومن باع، ومن خان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى