المقالات

اخلاء طهران .. توسع نووي لا ملف منوي !

بقلم : حسين الذكر ..

(من لا يستطيع كسب الحرب ،لا يستطيع كسب السلام )..
حكمة عالمية ..
مع انها تستبطن الكثير من معان القتال وما يترتب عليه من خسائر وفدائح تعد جزء من تداعياتها وما ممنهج منها كصفحة من صفحاتها اللاحقة وان اتت بعنوان اسقاطات حربية .
يقول الفلاسفة : ( ان الحرب وسيلة من وسائل الدبلوماسية او بالاحرى انها نتيجة حتمية لفشل الدبلوماسية ) . التزويق الفني والاخراج البهرجي للنصوص اعلاه لم يصدر من تحت فجائع الميدان بل ان من سطر لنا تلك الحكايات ليس من ضحاياها بل من المستظلين تحت سيوفها . فالحرب حرب – بكل ما فيها من شنائع – مهما تغلفت .
بمتابعات يومية لما يجري من قصف متبادل في الحرب الاسرائيلية الايرانية وتقديم اسرائيل هنا لانها المعتدية ومن بادر بشن الهجمات بغطاء استباقي .. ارتجت المواقع ووسائل الاعلام حد الهلع بعد نشر تغريدة للرئيس الامريكي ترامب جاء فيها : ( على سكان طهران اخلائها فورا ) .. في خبر لا يمكن وقوف سامعيه مكتوفي الايدي لما يكتنفه من خطر توسعي بادوات السجال القصفي المتبادل في خطوة تظهر حتمية التحول الى ما هو اشنع وان لم تطرح المفردة النووية حتى الان كاداة للحرب مع ان الحرب حسب الادعاء الغربي قامت من اجل سلام نووي .
(التغريدة ) حذفت وخففت وطأتها بتفسيرات مختلفة تدعي دعوتها لوقف الحرب والعودة للتفاوض . فيما الرد الايراني لم يكن استسلاميا بل جاء سريعا قويا بمطالبة اخلاء القواعد الامريكية في المنطقة بشكل فوري .
المضمون العام لكلا الدعوتين يدعو للتصعيد .. فالرئيس ترامب لم يات من رحم الفراغ ليتولى رئاسة القطب (الروماني ) وكل ما يصدر عنه لا يمكن حصره وتفسيره في مساقات وتسويقات شعبية .. فالمعنى واضح بما يكفي مسبقا لادراكه قوة ايران التي اكدها ترامب بتصريحات ومناسبات متعددة اشار فيها لذلك علنا دون وجل وخجل من احد .
كما ان ايران لم تدخل الحرب نزهة وهي تعي تماما منطق حرب ومراحلها وامكانية تحولها استنزافية او وجودية وهذا ما اكدته سابقا : ( ان ايران سترد نوعيا حسب الاسلحة التي تهاجم بها بل واقوى من ذلك ) .. في وضوح تام للمعنى المراد ابلاغه .. اذا نحن امام حرب وليست لعب (طوبة ) وكلا الطرفان يعلمان خواتيهما المرسومة بدقة وما المطلوب لكل منهم .
الحرب اندلعت رسميا كنتجية طبيعية لتوقف مسار المفاوضات بعقدة واضحة للطرفين الايراني والغربي ( ايران تريد ان تكون قوة نووية دون اسلحة نووية فيما الغرب يسعى لتجريدها من اي حيازة نووية وبالستية ) الفارق متباعد جدا والمعنى مختلف تماما وفقا للعقليتين الاستراتيجية .
الغرب لا يثق بهذه المعادلة .. وايران لا تمتلك اكثر من هذا التوضيح المستند الى حقوقها الطبيعة كدولة مستقلة في النظام العالمي .. من هذه النقطة تحديدا انطلقت شرارة الحرب .. التي ما زال ينظر اليها – اي الحرب – على انها وسيلة اخرى لدبلوماسية الحوار الصاروخي المتتبع للمصالح الوطنية ..
من هذه الزاوية تحديدا ينبغي ان يكون معنى الحرب واضحا تماما في حواريته المشتعلة ( استخباريا وبالستيا ومسيراتيا ) بضرورة حتمية لكسر جمود المفاوضات كي تنطلق بفضاء اوسع ونقاش اصرح وجراة اكثر بتحري دبلوماسية المصالح الاستراتيجية للطرفين .. وهذا المعنى يراد توصيله لمن لا يفقهون ولا يفرقون بين النووي والمنوي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى